من تاريخ الجنوب حسان..يا حسان....
الخميس-26 يونيو - 10:03 م-مدينة عدن

سبب الوفاة "القتل".. والجسد كما لو أن "حافلة داسته"!

الخميس - 26 يونيو 2025 - الساعة 05:18 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات



تعرض قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة إلى صنوف عنيفة من التعذيب على يد الأمريكيين في معتقل باغرام حتى أن تقرير تشريح جثته ذكر أن الإصابات على جسده تشبه آثار "دهس حافلة".


مأساة "ديلاوار" وهو سائق تاكسي من البشتون يبلغ من العمر 22 عاما بدأت حين أوقف في 5 ديسمبر 2002 من قبل أفراد في ميليشيا يقودها جانباز خان مع ثلاثة ركاب بمقاطعة "خوست" جنوب شرق أفغانستان، قرب قاعدة أمريكية متمركزة في معسكر "ساليرنو".

التفتيش أسفر عن العثور على جهاز لاسلكي محطم مع أحد الركاب، كما عثر في صندوق السيارة على مثبت كهربائي يستخدم في المولدات. اتهم سائق التكسي والركاب الثلاثة بالتورط في شن هجومي صاروخي على معسكر "ساليرنو" كان نُفذ صباح نفس اليوم.

سُلم "ديلاوار" مع البؤساء الثلاثة الآخرين للأمريكيين في قاعدة "باغرام" الجوية حيث أقيم معسكر اعتقال. هناك تعرض على مدى خمسة أيام لصنوف من التعذيب الشديد مثل الضرب بالعصا على الساقين والفخذين والتعليق مكبلا ومعصوب العينين في السقف، والحرمان من النوم والتعرض للبرد وسحبه من اللحية والدوس على قدميه.

حين كان العذاب ينصب على " ديلاوار" بلا رحمة كان الشاب يصرخ من الألم مرددا اسم "الله" فيما كان الجنود القساة يعتبرون الصرخة "مزحة متداولة".

في اليوم الخامسة لاعتقاله وتعذيبه في 10 ديسمبر، عبث الحراس به في استجواب عنيف، وضُرب مجددا إلا أنه لم يعد يقوى على الحركة. أعيد تعليقه في السقف وفارق الحياة بعد ساعات. تبين لاحقا أن رجليه تعرضتا لأضرار جسيمة إلى درجة أن بترها كان ضروريا لو بقي على قيد الحياة.

ذكرت شهادة الوفاة أن الضحية تعرضت لـ "إصابات حادة في الأطراف السفلية ما أدى إلى استفحال مرض السريان التاجي، فيما كُتب صراحة أمام طريقة الموت في الشهادة كلمة "القتل".

ذكرت البيانات العسكرية الأمريكية الأولية أن سائق التكسي الأفغاني "ديلاوار" توفى "لأسباب طبيعية"، ولم يتم الكشف عن شهادة الوفاة إلا بعد أن قدمتها عائلته لصحيفة نيويورك تايمز.

المحققون الأمريكيون توصلوا لاحقا إلى استنتاج متأخر بأن "ديلاوار" كان بريئا، وأن سائق التكسي قبض عليه في المكان الخطأ. في وقت لاحق اعتقل الأمريكيون قائد المليشيات التي قامت باعتقاله مع الركاب الثلاثة، للاشتباه في أنه دبّر العملية لكسب ود وثقة الولايات المتحدة.

أما الركاب الثلاثة في سيارة التكسي فقد أرسلوا بعيدا إلى معتقل غوانتانامو، ولم يتم إطلاق سراحهم إلا بعد مرور 15 شهرا. منحوا أوراقا تفيد بأنهم "لا يشكلون أي تهديد".

محاكمة المتورطين في قضية مقتل الشاب الأفغاني "ديلاوار" صدمت نتائجها العديد من المهتمين بالعدالة وبحقوق الإنسان. من بين أشد عقوباتها، سجن الرقيب جوشوا كلوز 5 أشهر وتخفيض رتبته، وسجن آخر يدعى بريان كاماك لمدة 3 أشهر.

مدانة ثالثة تدعى سيلينا سالسيدو وهي من الشرطة العسكرية، أُنزلت رتبتها من رقيب إلى عريف، وغُرمت بمبلغ قدره 1000 دولار، وتلقت خطاب توبيخ.

هذا ليس كل شيء. المشرفة على عمليات "الاستجواب" في معتقل "باغرام" وهي النقيب كارولين وود كوفئت بالنجمة البرونزية، وتم نقلها في وقت لاحق إلى سجن أبو غريب في العراق، حيث مورست على السجناء انتهاكات في غاية القسوة والبشاعة.

كان مصير "ديلاوار" الذي تحولت مأساته إلى فيلم وثائقي بعنوان "تاكسي إلى الجانب المظلم"، صفحة مظلمة في مسيرة الولايات المتحدة خلال حملاتها العنيفة فيما يعرف بالحرب على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر.

مصير هذا الشاب الأفغاني الذي توقفت حياته بجسد معذب معلق في السقف، علامة على الظلم المنهجي في المعتقلات الأمريكية زمن الحرب، كُشف عنها وظهرت للعلن، فيما يُعتقد أن مظالم ومآسي أخرى كثيرة جرت وتجري ولا يدري بها أحد.

المصدر: RT

متعلقات