الأحد-22 يونيو - 10:10 ص-مدينة عدن

"الرجل الذي توقف عن الأكل... ولم يمـت!"

الأحد - 22 يونيو 2025 - الساعة 05:49 ص بتوقيت العاصمة عدن

" عدن سيتي " متابعات : عبدالرحمن فضل النقيب







"الرجل الذي توقف عن الأكل... ولم يمـت!"

في عام 1965، طرق شاب يُدعى أنغوس باربييري أبواب مستشفى جامعة دندي في إسكتلندا، لا ليطلب علاجًا أو يشتكي من أ*لم، بل ليطلب شيئًا لم يسبقه إليه أحد:

> "أريد أن أتوقف عن تناول الطعام... نهائيًا."

طلبه بدا للوهلة الأولى ضربًا من الجنون.
أنغوس، الذي تجاوز وزنه 207 كجم، لم يكن يريد حمية غذائية، ولا نظامًا مقيدًا بالسعرات... بل أراد أن يختفي الطعام من حياته حتى إشعار آخر.

ولدهشة الجميع… وافق الأطباء – لكن بشروط صارمة ورقابة طبية دقيقة.

تجربة غير مسبوقة تبدأ

تم إدخاله في برنامج طبي خاص:
لا طعام نهائيًا
فقط ماء، شاي، قهوة سوداء، فيتامينات، وأملاح للحفاظ على التوازن الداخلي.

كان الهدف أن يستمر الصيام لعدة أيام فقط.
لكن شيئًا ما غيّر الخطة…

أنغوس لم يشعر بالجوع.
بل بدأ جسده بالتغذي على الدهون المتراكمة.
وكان يخسر وزنه بشكل منتظم، دون انهيار، ودون أعراض خطيرة.

ومع مرور الوقت… تحوّل الصيام المؤقت إلى تجربة علمية مذهلة.

382 يومًا من الصمت الغذائي

أسبوع بعد أسبوع، وشهر بعد شهر، واصل أنغوس صيامه.
كان يخضع لفحوصات منتظمة، وكل مرة يُذهل الأطباء بقدرته على التحمل.

حتى أنه قال ذات مرة:

"لقد نسيت شكل الشعور بالجوع... وكأن جسدي توقف عن المطالبة بالطعام."

لم يكن يأكل… لكنه كان يتغير.
يفقد الدهون، يزداد خفة، وتصبح ملامحه مختلفة كليًا.

في يوليو 1966، وبعد 382 يومًا بلا لقمة واحدة، قرر أنغوس إنهاء رحلته الطويلة.
وجبة الإفطار الأولى بعد أكثر من عام؟
بيضة مسلوقة، قطعة خبز، وقليل من الزبدة.

وزنه آنذاك كان قد انخفض إلى 82 كجم فقط.
وفقد ما مجموعه 125 كجم… دون جراحة، دون دواء، فقط بالصبر والالتزام.

لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل أصبح اسمه يُذكر في السجلات الطبية كصاحب أطول صيام موثّق في التاريخ.

والأغرب؟
لم يعُد إلى وزنه السابق أبدًا.
ولم يُصَب بمشاكل صحية خطيرة.
وعاش حياته لاحقًا بشكل طبيعي.

لكن رغم نجاحه، شدد الأطباء على أن هذه التجربة ليست آمنة لتكرارها دون إشراف طبي صارم، لأن الصيام الطويل قد يسبب مضاعفات خطيرة في حالات كثيرة.

رجل توقف عن الأكل لأكثر من عام… وخرج من التجربة ليس فقط أخف وزنًا،
بل أقوى عزيمة… وواحدًا من أغرب الأسماء في تاريخ الطب الحديث.

متعلقات