الثلاثاء-03 يونيو - 10:51 ص-مدينة عدن

مناورة النظام الإيراني بين التفاوض والتهديد – تكتيك شراء الوقت للوصول إلى القنبلة النووية

الأحد - 01 يونيو 2025 - الساعة 09:14 م بتوقيت العاصمة عدن

أيراز "عدن سيتي"خاص



في وقتٍ يواجه فيه نظام ولاية الفقيه أزمات متصاعدة داخليًا وخارجيًا، تتكشّف معالم مناورة جديدة يقودها علي خامنئي لتبرير الاستمرار في المفاوضات النووية، لا بهدف التوصّل إلى اتفاق، بل لكسب الوقت اللازم لإكمال مشروعه النووي وتجاوز الأشهر الأولى من ولاية دونالد ترامب دون مواجهة مباشرة.
ففي مراسم إحياء ذكرى وفاة الخميني في مدينة النجف، وبحضور مسؤولين من النظام الإيراني، صرّح السيد علي خميني بأنّ التفاوض مع أمريكا "ليس صلحًا مع الاستكبار، بل هو جهاد من أجل نيل حقوق الشعب". وأضاف أن المفاوضين الإيرانيين "ليسوا دعاة صلح، بل مجاهدون في ساحة الدبلوماسية". هذه التصريحات تكشف بوضوح نية النظام في التلاعب بالمجتمع الدولي تحت غطاء "الجهاد السياسي"، مع التمسّك بمواقفه الأيديولوجية.
وفي المقابل، نبّهت صحيفة "ستاره صبح" المحسوبة على النظام إلى خطورة فشل المفاوضات، محذّرة من تفعيل آلية الزناد (Snapback) وخروج إيران من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، ما يعني تخلّي إيران رسميًا عن التزاماتها وعدم استبعاد احتمال السعي نحو إنتاج سلاح نووي، الأمر الذي قد يفجّر أزمة إقليمية ودولية حادّة.
خوف النظام من الانتفاضة الداخلية وظهور بديل ديمقراطي قوي
لكنّ الخطر الأكبر الذي يُربك حسابات النظام، لا يأتي فقط من العقوبات أو تهديدات واشنطن، بل من الداخل الإيراني ومن وجود بديل منظم وشرعي يحظى بدعم دولي متزايد.
ففي يوم السبت 31 أيار/مايو 2025، عُقد في باريس مؤتمر "إيران الحرة 2025" بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والبرلمانية من مختلف الدول الأوروبية، حيث أكّد المشاركون دعمهم القوي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ولخطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر التي تدعو إلى إقامة جمهورية ديمقراطية، علمانية، وغير نووية.
وقد أعلن أكثر من 300 نائب برلماني من ألمانيا وأغلبية من الدول الأوروبية الأخرى، بالإضافة إلى نواب من اليمن، النرويج، آيسلندا، مالطا، هولندا، مولدوفا، وإيرلندا دعمهم لهذا البديل الديمقراطي. كما أدانوا سجل النظام الإيراني في مجال حقوق الإنسان، لا سيما الإعدامات المتكرّرة وفرض قوانين قمعية كقانون "الحجاب والعفّة"، مؤكدين أنّ المعارضة الديمقراطية تمثل صوت الشعب الإيراني الرافض للديكتاتورية الدينية.
كذلك طالبوا بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، ودعم وحدات المقاومة داخل إيران التي تواجه هذا الجهاز القمعي.
خاتمة: خياران متضادّان لمستقبل إيران
بينما يسعى خامنئي لكسب الوقت عبر ما يسمّيه "الجهاد التفاوضي" لتمرير مشروعه النووي، تتسارع في المقابل عوامل الانفجار الداخلي بفعل الغليان الشعبي، ووجود بديل وطني منظم يحظى بقبول متزايد في الساحة الدولية.
وبين هذا وذاك، يتّضح أكثر من أي وقت مضى أن الطريق الوحيد لإنهاء تهديدات النظام الإيراني واستعادة الاستقرار في المنطقة هو تغيير هذا النظام برمّته، كما أكدت ذلك السيدة مريم رجوي:
"تغيير النظام هو الحل الوحيد لوقف الطموحات النووية وتهديدات الاستقرار الإقليمي".

متعلقات