الإثنين-02 يونيو - 01:10 م-مدينة عدن

موناليزا كروية تلك اللوحة التي رسمتها أقدام لاعبي باريس سان جيرمان على عشب ملعب إليانز

الأحد - 01 يونيو 2025 - الساعة 01:58 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن " عدن سيتي " محمد العولقي




موناليزا كروية تلك اللوحة التي رسمتها أقدام لاعبي باريس سان جيرمان على عشب ملعب إليانز أرينا..
خماسية موناليزية باريسية واضحة المعالم ضحكتها أنغام وورود لا تشوبها شائبة غموض..
بدأ لاعبو باريس سان جيرمان وكأنهم في وليمة على شرف طاولات الأسباكيتي الإيطالية..لم يستخدموا برستيج الشوكة والسكين..امتدت أيديهم وأرجلهم مثل مقاصل جائعة تلتهم كل شيء..ضاع الإنتر تماما..تلاشت مجرته في ثقب أسود باريسي مخيف ومرعب..
تجول لاعبو باريس سان جيرمان في حديقة النيراتزوري..لم يأبهوا لصفارات الإنذار..كانوا هادئين.. يمارسون السلطنة الكروية دون تهيب من خطورة النهائي وكأنهم يتنزهون في الشانزليزيه..يداعبون قوس النصر..ويرسمون على شاشته لوحة مطرزة بقزاحيات فنية تتوارى أمامها لوحات متحف اللوفر خجلا وكسوفا..
أبدا يا باريس لم يكن هذا نهائي لأمجد البطولات..كان نزهة مشتاق باريسي عنده من اللوعة ما جعله يحول النهائي إلى كرنفال كروي من طرف واحد..
أمام طوفان العطور الباريسية لا تسأل كيف لعب باريس..ولماذا توفي الإنتر تكتيكيا وفنيا وذهنيا..فقط دع فيتينيا يخبرك كيف يصنع..دع عثمان ديمبلي يشعرك كيف يكون ذكاء الأسيست..دع الواعد دوي يهمس كيف تؤكل الكتف..دع كفاراتسخيليا يشرح لك كيف تكون التحولات السريعة..ثم دع البديل باركولا يفسر لك كيف يخرج مثل الطيف ليصنع ويتلاعب بدفاع إيطالي بدأ في مهب الريح..
شوط أول بأريج عطر باريسي..استعرض فيه لويس إنريكي آخر منتجات الموضة الباريسية..بدأ شلال باريس في الانهمار..الفنان المغربي..مرسول الحب أشرف حكيمي زرع بذرة الشك في نفوس لاعبي الإنتر..هدف أول موسيقي..لوحة متماوجة من فيتينيا الرسام إلى الصغير العازف ديزيري دوي..عرضية إلى شرف باريس وحكيمها..فكانت بداية الغيث..
الإنتر أطل خجولا..تائها ذهنيا.. خائفا مخضوضا في كل المواجهات الفردية..والهدف الثاني من إمضاء الفتى المتألق دوي يلخص الضياع الذهني للإنتر..كرة خاطفة من عثمان ديمبلي..تمريرة..بعدها أطلق دوي صاعقة في شباك سومير..
رفع باريس في الشوط الثاني من وتيرة الاحتفال الفني..تحكم في النسق..أغرى الإنتر بالخروج من قواعده الدفاعية..ثم شن الغارات الجوية والأرضية من كل مكان..
ثلاثة أهداف كاملة من تحولات سريعة..هندسها المعلم لويس إنريكي..جاء الثالث من فاصل غنائى..نغمة كعبية من عثمان ديمبلي إلى العازف فيتينيا..ومنه إلى مطرب الحي ديزيري دوي الذي هز الشباك بروعة..
مرة أخرى..تحولات سريعة مفاجئة..لمسة واحدة وجد القرش كفاراتسخيليا نفسه رأسا برأس مع سومير..وهز الشباك من زاوية ضيقة..
واخيرا أثمرت تبديلات إنريكي الكثيرة عن هدف خامس من توقيع الشاب مايولو من تمريرة باركولا..
انتصرت الكرة الجميلة على الكرة القاتمة..باريس بطلا لأوروبا لأول مرة..
فعلا يا باريس..الصبر مر المذاق لكن نهايته أشهى من العسل..

محمد العولقي

متعلقات