الإثنين-02 يونيو - 09:15 ص-مدينة عدن

الضبط والربط العسكري في الجنوب: مجدٌ نستلهمه ونطمح إلى استعادته

السبت - 31 مايو 2025 - الساعة 10:11 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي". تقرير : فضل بن نعم الحيدري





في زمن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، سطرت القوات المسلحة الجنوبية واحدة من أنصع صفحات الانضباط والاحتراف العسكري في المنطقة. لم يكن الجندي الجنوبي مجرد رقم في تشكيل عسكري، بل كان عنوانًا للاستقامة، والالتزام، والشرف العسكري. كان يحمل في مظهره وسلوكه رسالة واضحة: "نحن هنا لحماية السيادة، والدفاع عن الأرض، وصون الكرامة".

بُني الجيش الجنوبي على أيدي مناضلين أوائل، حملوا همّ الوطن وأدركوا أن لا سيادة دون جيش منضبط، يحكمه القانون، ويقوده الولاء للوطن لا للأفراد. فوضعوا اللبنات الصلبة لتأسيس مؤسسة عسكرية حديثة، تكتيكية، مدرّبة، وذات هيبة. مؤسسة كان يحسب لها الحساب، وتهابها دول الجوار قبل الخصوم.

لم يكن الانضباط شعارًا يرفع، بل ممارسة يومية. بدءًا من الزي العسكري المتناسق، الذي يعكس الانضباط والهيبة، مرورًا بطريقة حمل السلاح الآلي، سواء في الأوضاع الاعتيادية أو خلال تنفيذ المهام القتالية، وحتى لحظة العودة من ميادين الشرف والنصر، كان الجندي يعرف تمامًا كيف يعبّر عن كبرياء المؤسسة التي ينتمي إليها.

وكان "الطربوش" جزءًا من الهوية العسكرية، لا يوضع عبثًا، بل باتجاه وانضباط، يعكس الفخر بالانتماء والالتزام بالتقاليد العسكرية الراسخة. فكل تفصيلة صغيرة في زي الجندي الجنوبي كانت تحمل دلالة كبرى على الجدية والانضباط.

إننا اليوم، وفي ظل المتغيرات والتحديات، بحاجة ماسّة إلى استعادة ذلك النموذج الجنوبي الأصيل. بحاجة إلى جيش ينتمي للأرض والقضية، جيش محترف في مظهره، صارم في سلوكه، ملتزم في أداءه، مهاب في هيبته. إن العودة إلى ذلك الإرث المشرّف لا تعني التراجع إلى الوراء، بل التقدم بخطى راسخة، مستلهمين القيم التي صنعت المجد، ومتطلعين إلى بناء مؤسسة عسكرية جنوبية حديثة تليق بتضحيات شعبنا.

فالجندي الذي يحمل روحه على كفه، ويعرف كيف يحمي السيادة، لا بد أن يظهر كما يليق بمقامه: في زيّ رسمي متناسق، بحذاءٍ لامع، وسلاحٍ محمولٍ بانضباط، وعينٍ لا تنام عن الثغور.
ذلك هو الجندي الذي نريد. وذلك هو الجيش الذي يليق بالجنوب.

متعلقات