وطن في غرفة الانعاش ...والكهرباء اولى ازماته

السبت - 24 مايو 2025 - الساعة 04:08 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي/منى البان


في وطني، الحياة ما عادت تُعاش… بل تُقاوَم. كل يوم هو اختبار جديد للصبر، وكل لحظة تمر دون انفجار داخلي تُعدّ إنجازاً. فنحن لا نعيش حياةً طبيعية. بل نعيش على هامش الحياة… نحاول أن نعيش، فقط.
الكهربا اصبحت قصة وطن بأكمله
منذ سنوات، ونحن ننتظر حلاً لأزمة الكهرباء…وعود كثيرة، حلول اسعافيه لأيام فقط خطط واستراتيجيات وتصريحات… والنتيجة؟ صفر.
الكهرباء لم تعد خدمة… بل رفاهية لا يجرؤ أغلبنا حتى على الحلم بها.
الطلاب يكملون الامتحانات في أوضاع غابت عنهم لهفتهم للعلم ،، المرضى يعانون في المستشفيات،
بينما المسؤولون يتحدثون عن "تحسينات قادمة" لا نراها إلا في النشرات الاخباريه ..!
هل يعلمون حجم المعاناة؟
هل جرب أحدهم أن يجلس في بيتٍ خانق بلا كهرباء؟
أن يرى أبناءه ينامون على عرقهم؟
أن يخسر عمله بسبب انقطاع التيار؟
أن يعيش في ظلام دامس، لا كهرباء، لا ماء، لا شيء؟
النساء خرجن إلى الشوارع،
صرخن لا لأنهن ضعيفات، بل لأنهن الأقوى…أقوى من الفقر، من القهر، من العجز. هُنّ الواجهة الحقيقية لصبر هذا الشعب، وهُنّ من حملن هم الوطن حين سقطت عنه كل الأيدي.
فأين الحكومة ؟ لماذا لم يعد هناك من يسمع؟
لماذا تحوّل المواطن إلى مجرد رقم في نشرات تقارير الوفيات اليوميه التي نقرأها بسبب الاوبئه المنتشره
ولماذا تكرّرت الأزمة لسنوات دون أي محاسبة أو نتيجة؟
وطني يحتضر… نعم، لكنه لا يحتضر من الخارج، بل من الداخل…
من الإهمال، من الفساد، من التبلد، من كراسي نُسيت فوقها المسؤولية.
المواطن لم يعد يطلب سوى الحد الأدنى في أن يعيش بكرامة، أن يشعر أن هناك من يهتم لأمره، أن يرى ضوءًا ولو بسيطًا في نهاية هذا النفق الطويل.

ختاما وليس بختام .
لسنا دعاة فوضى، ولسنا ناكرين للواقع، نحن فقط نعيش هذا الواقع بكل تفاصيله المؤلمة…
والصمت لم يعد خياراً.
فإما أن يسمعونا، أو يتركوا أماكنهم لمن يشعر بنا فعلاً.

كتب/
منى علي سالم البان
24 مايو 2025

متعلقات