الأربعاء-21 مايو - 11:20 م-مدينة عدن

12 يونيو لم يعد لهم…

الأربعاء - 21 مايو 2025 - الساعة 04:18 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي/ منى البان


في كل عام، يمر اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال (12 يونيو)، بينما يظل أطفال اليمن محاصرين في واقع لا يعترف بطفولتهم. ففي بلد أنهكته الحرب والفساد، لم تعد أيام الطفولة تُقاس باللعب أو التعليم، بل بالعمل، البؤس، والخوف.
أطفال في عمر الزهور، يُجبرون على حمل السلاح أو بيع المياه في الشوارع، أو العمل لساعات طويلة في ورشٍ قاتلة لبراءتهم. كل ذلك ليس طوعًا، بل قسرًا نتيجة الفقر، والنزوح، وانهيار المنظومة التعليمية. فقد اضرب المعلمون و أُغلقت المدارس، وانقطعت الرواتب، وتوقف التعليم، ولم يبقَ للطفولة أي مأوى.
بينما سيحتفل العالم قريبا في 12 يونيو بأمل إنهاء عمالة الأطفال، يقف أطفال وطني وحدهم خارج هذا الأمل. اليوم لم يعد يعني لهم شيئًا، لأن واقعهم لم يتغير، بل ازداد قسوة. وبدلًا من أن يكون يومًا للانتصار للطفولة، يتحول إلى تذكير مرير بعالم أدار ظهره لأضعف من فيه.
الواجب لا يقف عند التذكير، بل يبدأ منه. لأن صمتنا شراكة، وأمل أطفالنا لا يُستعاد إلا بفعلٍ صادق ومسؤول.

ختاما.
-------
عذرًا منظمة العمل الدولية،
فنصوص اتفاقياتك جفّت سطورها في وطني،
ولم تعد تصل إلينا سوى كعناوين باهتة على الورق.
في بلدي، لم يتبقَّ من يحمي الطفولة،
ولا من يرفع صوته لأجل كتاب أو حقيبة.
صرنا نُعامل الاطفال كرجال في أجساد صغيرة،
يُحمّلون أعباء الجوع، والخوف، والخذلان.
فلا تُذكّروهم بأنهم أطفال،
فهم يعرفون ذلك جيدًا…
لكن ما نجهله هو:
متى سيكفّ العالم عن تجاهل صرخاتهم ..؟



كتب./

مدير عام وحده حمايه الاطفال العاملين
21 مايو 2025

متعلقات