كرة الطليان: بين جلد الأفاعي وسم الانتصار

الأربعاء - 07 مايو 2025 - الساعة 09:39 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي

أفاعي النيراتزوري الرقطاء تغير جلدها..لكنها لا تتخلى عن سمها الزعاف..هي كما قال عنها الشاعر: إن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب..
الأفاعي الزرقاء حتى لو خدرتها وأسقيتها عسلا صافيا إلا أنها لن تفرز في النهاية إلا سما ناقعا..
هؤلاء الطليان كرتهم عجيبة بحق..قد تشاهدهم وكأنهم روبوتات لا رائحة إبداع فيهم..لكنهم يثورون يقلصون الفوارق ويفوزون..
ملاحمهم الزرقاء حاضرة بقوة مع المنتخب ومع الأندية..لا أمان مع كرة الطليان.. تبدو أحيانا أنها تحتضر أو تعاني من روماتيزيوم في العظام..لكنها أعراض خادعة تنومك مغناطيسيا ثم تسحب منك كل شيء في رمشة عين..
أمرهم عجيب..هذا إنترهم الوحيد الذي تصدى لطغيان برشلونة ذهابا وإيابا..برشلونة الذي روع العالم..صاحب أحلى كرة قدم حاليا..فريق المتعة الباذخة سقط في فخ جزئيات الإنتر الصغيرة..
هذا إنتر كان يعاني من ذبحة نفسية خطيرة..حمل همومه إلى منتجويك وعاد من هناك متعادلا بعد أن تقدم مرتين في النتيجة..
استقبل برشلونة إيابا على ملعب جيوزيبي مياتزا وهو مثقل بهموم لا حصر لها ..لكنه قاوم إعصار برشلونة..تقدم أولا..ثم تخلف ثانيا..وفي النهاية تعادل ثم فاز فتأهل بريمونتادا فيزيائية حيرت نسبية أينشتاين..
هذا إنتر سيموني إنزاغي قط بسبعة أرواح..يوهمك بأنه توفي.. فجأة يستيقظ..يحرر أفاعيه من جحورها ويلدغ لدغته ثم يعود إلى قواعده سالما..
كرة الطليان كرة ليس لها مثيل..في مناطق أخرى من العالم يحدثونك عن الكرة الاحتفالية الراقية التي تنتزع الآهات من الحناجر..في إيطاليا..يضعون اللعب الاحتفالي على الرف..لسان حالهم:
كرة القدم نصر وليست سيركا..
فز فقط أو اذهب إلى الجحيم..

محمد العولقي