اخبار العاصمة عدن استقالة بغصة وقهر!..
الأحد-04 مايو - 03:58 ص-مدينة عدن

في هذا الموعد بعد 53 عامًا من التيه.. أين ستسقط؟

السبت - 03 مايو 2025 - الساعة 02:00 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي "متابعات






عودةٌ غير متوقعة تلوح في السماء لجسمٍ غريب ظلّ معلقًا فوقنا لما يزيد عن نصف قرن، مركبة فضائية سوفيتية أُطلقت عام 1972 ضمن مشروع طموح لاستكشاف كوكب الزهرة، وجدت نفسها بعد فشلٍ في المهمة، عالقةً في المجال الفضائي لكوكب الأرض، تدور بصمت منذ 53 عامًا، واليوم تشق طريقها نحو كوكبنا من جديد لكن هذه المرة وجهتها غير معلومة.
حكاية بعثة انتهت قبل أن تبدأ
في الحادي والثلاثين من مارس عام 1972، أطلقت وكالة الفضاء السوفيتية مركبة «كوزموس 482» في إطار برنامج «فينيرا» الذي كان يهدف إلى إرسال مجسات إلى كوكب الزهرة، أقرب جيران الأرض، غير أن الحظ لم يكن حليفها، إذ تعرض الصاروخ لعطل بعد فترة وجيزة من الإقلاع، حال دون خروج المركبة من مدار الأرض، ليتحول طموح علمي إلى قطعة حطام تدور حول الكوكب.


صُمّمت مركبة الهبوط المرافقة لـ«كوزموس 482» لتكون قادرة على النجاة من ظروف الغلاف الجوي القاسية للزهرة، ويبلغ وزنها نحو 500 كيلوجرام، ومغلفة بغلاف كروي متين بعرض متر واحد، قادر على مقاومة درجات حرارة وضغط شديدَين، هذه المتانة غير العادية هي ما يجعل عودتها المرتقبة إلى الأرض اليوم محل اهتمام عالمي، بحسب صحيفة «نيوزويك».



رحلة سقوط بطيئة من حافة الفضاء


منذ إخفاقها في الوصول إلى هدفها، ظلت المركبة تجوب الفضاء في مدار بيضاوي بعيد، بدأ بالتآكل تدريجيًا بفعل مقاومة الغلاف الجوي، خاصة عند النقطة الأدنى من المدار، ومع مرور السنوات انخفض أعلى ارتفاع لها من نحو 9800 كيلومتر إلى 370 كيلومترًا فقط في الأيام الأخيرة، بحسب ماركو لانجبروك، المحاضر المتخصص في الوعي الفضائي بجامعة دلفت الهولندية، الذي يتابع مسارها منذ 2019.


وتشير الحسابات اليوم إلى أن المركبة، أو ما تبقى منها، ستدخل الغلاف الجوي للأرض بين 9 و10 مايو الجاري، بسرعة قد تصل إلى 250 كم/ساعة، ويتوقع أن يكون الاصطدام شبيهًا بسقوط نيزك صغير، وهو أمر يحدث أكثر من مرة سنويًا، كما يطمئن لانجبروك.






أين ستهبط؟


رغم كل الحسابات الدقيقة، لا تزال نقطة السقوط غير معروفة، إذ تدور المركبة حول الأرض في نطاق واسع بين خطي عرض 52 شمالًا و52 جنوبًا، وهي منطقة تشمل معظم المناطق المأهولة في العالم، من جنوب بريطانيا إلى شمال أستراليا، ومع السرعة الهائلة التي تتحرك بها (نحو 28 ألف كم/ساعة)، فإن فارقًا بسيطًا في التوقيت قد يعني اختلافًا بآلاف الكيلومترات في موقع الهبوط.


«لا أحد يستطيع تحديد موقع الاصطدام إلا قبل ساعات قليلة من دخوله الفعلي للغلاف الجوي»، يوضح لانجبروك، ويرجع هذا إلى تغيرات دقيقة في كثافة الغلاف الجوي العلوي، تتأثر بشكل كبير بالنشاط الشمسي



هل علينا أن نقلق؟



مع أن المشهد قد يبدو مقلقًا، إلا أن الخبراء يقللون من حجم الخطر، إذ تشير الاحتمالات إلى أن المركبة ستهبط على الأرجح في أحد المحيطات، التي تغطي أكثر من 70% من سطح الأرض، وحتى في حالة سقوطها على اليابسة، فمن غير المرجح أن تُحدث أضرارًا جسيمة، إلا إذا كان «حظنا سيئًا للغاية»، كما يعلق لانجبروك ساخرًا.


ذكرى صامتة من عصر سباق الفضاء


حكاية «كوزموس 482» ليست مجرد حادثة فشل في مهمة فضائية، بل إنها تذكار عالق في الفضاء من ذروة سباق الفضاء بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، فبعد أيام قليلة فقط من نجاح مركبة «فينيرا 8» في الهبوط على سطح الزهرة، واجهت «كوزموس 482» مصيرًا مختلفًا، فشلٌ في مؤقت الإطلاق حال دون استكمال مسارها نحو الكوكب الشقيق، لتظل معلقة حول الأرض كأنها تنتظر دورها الأخير.



وفي يونيو 1972، انفصلت كبسولة الهبوط عن المركبة الأم، جزء منها عاد إلى الأرض في 1981، أما الباقي، فهو ما يقترب الآن من كوكبنا بسرعة هادئة لكنها مستمرة.


من يتحمل المسؤولية؟


بحسب معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، فإن روسيا – بصفتها الوريث القانوني للاتحاد السوفيتي – هي المسؤولة قانونيًا عن القمر الصناعي، لكن «كوزموس 482» لا تُعد أكثر من قطعة خردة فضائية اليوم تنضم إلى آلاف الأجسام السابحة في مدارات الأرض

متعلقات