ٱراء واتجاهات


دعوة الأوطان..ثوابت تلبى، غير قابلة للتوريث والتسويف

السبت - 10 يونيو 2023 - الساعة 09:03 م

الكاتب: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب





لا شك أننا جيل واجه كم من الأحداث السياسية والاجتماعية، مطعمة بالتحولات الثقافية، عامرة بالانكسارات والانتصارات، وفي امكاننا ان نختار عن مخرج يفيد ويستفاد منه، ولكن لابد من الضبط لنضمن حسن الاختيار....

إننا نؤمن بأن الرؤية الثقافية لا تنفصل عن الرؤية السياسية الداعية الى التنمية المستدامة، المرتبطة بالمستقبل، والمتناغمة مع استعادة الدولة، والحفاظ على قاعدة ثابتة وقوية ذو عقلانية تكون من الأكبر الى الأصغر ، متفهمة للاوضاع المعرفية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، تكون في ترابط مكين مع مفهوم الامن الثقافي الذي نسعى إليه جميعا بثبات وإلتزام.

إذن لابد من الانتقاء المناسب، ولابد من المناقشة الجادة في ظل متغيرات، المطلوب منك ان تسابقها، فالتقدم مخطط، كما ان التخلف ايضا مخطط، وعلينا ان نعي تماما لعنصر العمد الذي يجب ان يسيطر على كل تصرفاتنا حتى لا نخسر أحد، فالانسان عنصر اساسي ومهم للغاية، نحو البناء والنهضة.

ليس خافيا بأن هناك مخططات تستهدف الجنوب العربي وعلينا أن نكون على قدر كبير من المسؤولية لمواجهة الخطر، وعلى قدر كبير من الثقة بعدم العودة الى ماكنا عليه سابقا.. ولابد من التجديد للأفضل وبما يرضي الشعب بكامل مكوناته وفئاته.
إن كلمة الاستقلال لم يعد مفهومها كسابقه، فهي اليوم تعني الاعتماد المتبادل، فالكل يعتمد على الكل ولكننا للاسف الشديد لا نحققه من خلال برنامج عمل. لقد رفعنا شعار التنمية لكننا نزداد سوءا، وشحذنا الهمة للنضال من اجل الاستقلال لوجود قوى الاحتلال، لكننا لم نفعل اكثر من ذلك.. نعم هناك جهود لكن الجهود لم تركز على الانسان.

فالوطن للجميع.. لا لتكتل ولا لقبيلة ولا لحاكم سابق، ولا لعصبية نسب ضيقة الأفق.
إن الوطن يدعوك الى عصبية القوة العاملة المرتبطة بنسب الوطن، لانه بحاجة الى خلق العلاقات الاجتماعية نحو المسيرة الى مشروعية السلطة.

إن الوطن واخص بالذكر هنا جنوبي العربي الذي أنتمي إليه، وهو بيتي.. يتعرض لهجمة تدميرية غير مسبوقة، وهو الادمان على القات المستنزفة لمليارات الدولارات ناهيك مايتبعها من مضار ، وأهمها الهيمنة المتسلطة على الانسان حتى أصبح مقيدا لها في حركاته وتحركاته ولا يمكنه الاستغناء عنها، لدرجة أن المجند قد ابتلي بها عند انتمائه للسلك العسكري، آفة جعلت للوطن تميزا لها بين الأمم، لقات يعرض متعاطيه لعقوبة الاعدام في معظم دول العالم..

لا شك ان دعوة الاوطان تدعو الى التنمية المستدامة للارتقاء والنهوض بعدم الاستنزاف للمدخرات للحفاظ على البنية التحتية الاساسية ولتكون منتجا، لا مستهلكا، منافسا لا مستعينا على المنح والمساعدات الاستغاثية طوال العمر .

دعوة الأوطان ليست لحنا نتغنى به، ولا كلمات يتمايل الجسم معها، ولكنها دعوة أسمى للمستقبل حتى لا تظل متخلفة.. ويتساءل الوطن اثناء دعواه، لماذا لم يتبنى مشروعا لخلق القدرات والمؤهلات، وهذا لا يتأتى إلا بالاهتمام بالمرأة ودورها في تربية اولادها، أليست المرأة من يقوم بالاعتناء على أولادها منذ ولادته حتى يشبوا؟ هذا الدور يقع على الأم دون سواها، فلماذا لا تعطى لها كامل حقوقها؟ هذه الأمور قد تبدو بسيطة، لكنها كبيرة في ابقاء الوطن متخلفا إن لم نعترف بدورها.

إن هذه المعطيات يجب دراستها ونمعن النظر فيها من اجل تغيير البنية التحتية الاجتماعية، وتغيير القوى العاملة من الداخل المكونة للبنية التحتية.

لا حل لمشاكلنا إذن إلا بالاعتناء للعقل، ومتى أعتنينا بالعقل نستطيع الدفاع عن الحقوق.. ليست حقوق الانسان الدولية، ولكنها هنا نعنيه، حقوق النفس لانها بمنزلة حقوق العقل.
فلبوا دعوة الأوطان بما يريده الوطن.. للوطن والانسان.. أعم وأشمل.. فالوطن للجميع

سعيد أحمد بن إسحاق