السبت-22 نوفمبر - 04:47 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


لم يتبقى من اليمن إلا نعيق الغرباب

السبت - 22 نوفمبر 2025 - الساعة 03:09 م

الكاتب: د. خالد القاسمي - ارشيف الكاتب




يمن الحوثي وميليشيات الإخواني، ليست هي اليمن التي كنا نعرفها ونزورها منذ منتصف الثمنينات وحتى عام 2002 .

كانت أواخر زيارتنا لليمن قد بدأ إنتشار الإبتزاز الصحفي، الذي يبتدع إثارة قصص وخلافات غير واقعية من أجل الإبتزاز المالي للمثقفين والتجار وكل الشخصيات العربية المعروفة، ويا ريتها صحافة صحيحة بما تحمله هذه الكلمة من معنى، بل هي مجرد دكاكين ولديها ترخيص من وزارة الإعلام بممارسة مهنة الصحافة .

أما الأحزاب والتنظيمات السياسية لا تختلف عن ذلك، مباني متواضعة جلساتها مجرد مضغ للقات ووساخة في كل مكان لأشجار هذا الأفيون، وأحاديث وقصص خيالية مبتدعة من أعضاء المؤسسات الحزبية .

هكذا تركت اليمن أواخر أيام زياراتي لها، لم تكن ذلك اليمن الذي عرفته والمفعم بالحوار الأدبي والثقافي والسياسي مع المسؤولين والمفكرين أمثال : د. عبدالكريم الإرياني، وعبدالعزيز عبدالغني، ود. صالح علي باصرة، ود. عبدالعزيز المقالح، والشاعر الكبير : عبدالله البرودني، فتركت اليمن بما فيها أو كما يقول المثل "تركت الجمل بما حمل" مع آخر زيارة لي لليمن في 2002 .

أما يمن اليوم التي أصبحت مرتعاً للحوثي وميليشيات الإخوان تعربد فيها، فهي يمن أراذل القوم فارسية النكهة مشبعة بجماعات إرهابية تنتظر الفرصة إذا أتيحت لها للإنقضاض ليس على متبقى من جنوب اليمن المسالم، وإنما حتى على دول الجوار الخليجي، ولم يتبقى فيها سوي نعيق الغربان، حتى الهواء الذي يتنفسه الإنسان هناك غادرها، أعان الله من بقي فيها ولا زال على مواقفه ومبادئه .


*د. خالد بن محمد بن مبارك القاسمي*