السبت-02 أغسطس - 10:08 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


الرئيس العليمي لم يقل شيئاً جديداً ، بل أساء التوقيت وعدم تقدير المزاج الجنوبي العام

الأحد - 26 فبراير 2023 - الساعة 01:11 ص

الكاتب: د/ عمر السقاف - ارشيف الكاتب





ليس دفاعاً عن العليمي ولكن أخلاقنا وضمائرنا تملي علينا قول الحقيقة ولو في حق أنفسنا ومن شارك بظلمنا ..

نعم العليمي لم يقل شيئاً جديداً بتصريحه الأخير حول القضية الجنوبية ، بل أعاد الحديث حول ماهو مطروح منذ سنوات من قبل المبعوثين الدوليين السابقين والمبعوث الحالي وفقاً والقرارات الأممية وما تم إبلاغه لنا ولمختلف القوى الجنوبية بما فيها الإنتقالي ، بل وماهو متوافق عليه بين الشرعية والتحالف و الانتقالي وما عكسته الإتفاقات الموقعة بينهم وأهمها اتفاق الرياض .. الذي نص بأحد بنوده على شراكة الإنتقالي في وفد الشرعية التفاوضي مع الحوثيين وهو ماظل الإنتقالي يطالب بتنفيذه منذ مابعد التوقيع ، الأمر الذي صدر به قرار قبل أشهر وتشكل ذلك الوفد بقوام حوالي 8 اعضاء وقد تمثل الإنتقالي فيه بعضوين ...

طبعاً من الطبيعي أن القوى الجنوبية غير المشاركة في التوقيع على ذلك الإتفاق فهي غير ملزمه به قسراً ..

لهذا لا غرابه في مطالبتنا والكثير من القوى بأن يكون هناك وفد تفاوضي مستقل يمثل الجنوب والقضية الجنوبية في الحوارات القادمة للحل النهائي التي ستجري تحت المظلة الأممية ، كوننا نرى وهذه القوى بأنه ليس من العدل والمنطق تجاهل قضيتنا وترحيل الخوض فيها إلى مابعد الحوار النهائي ، وبذلك تثبيت كونها قضية داخلية هامشية يتم التفاهم حول حلها داخلياً بين اليمنيين أنفسهم ...

*وهنا تكمن الخطورة كون ذلك يعيد الجنوبيين إلى المربع الأول الذي يجدوا أنفسهم فيه مجدداً في مواجهة قوى الشمال منفردين وهم في موقف ضعيف كون تلك القوى المتشبثة بالوحدة ستكون معززة هذه المرة بقرارات الشرعية الدولية والإقليمية بما فيها التحالف والمشددة جميعها على الحفاظ على الجمهورية اليمنية وعلى وحدة وسيادة أراضيها ..*

*والحقيقة كل ذلك لا يعني تآمر كل العالم والإقليم على الجنوب وقضية شعبه العادلة ، بل هو نتيجة طبيعية لفشل الدبلوماسية الجنوبية التي تسيدت المشهد مؤخراً ، في تحقيق أي اختراقات إضافية لما سبق تحقيقه من إختراقات لذلك الحائط الخارجي ، بل تسببوا في سد ماحققناه والسابقين من اختراقات ، وذلك لفشلهم في توحيد الصف الجنوبي لمخاطبة العالم بصوت جنوبي واحد ومشروع واحد ، وهو ماجعل العالم يتعامل مع عشرات الأصوات المتحدثة بإسم الجنوب والمتناقضة المشاريع والرؤى ..*

*وهو ماجعل العالم ينصرف إلى التعاطي بذلك الموقف الموحد من القضية اليمنية والمتمثل في الحفاظ على الجمهورية اليمنية ووحدة وسيادة أراضيها ، ومبررين موقفهم ذلك بأنكم انتم أيُّها الجنوبيين لستم موحدين على موقف واحد ، ففي حين ان هناك من يرفض الوحدة وينادي بالإنفصال واستعادة الدولة ، فهناك بالمقابل من يتمسك بالوحدة ويرفض الإنفصال ..*

*وليس ذلك وحسب بل هذه القوى الدولية لا ترى في تعدد الرؤى واختلاف المشاريع بين القوى الجنوبية مايمكن إعتباره من الظواهر الصحية التي تخدم قضيتنا ، بل تعتبره يشكل خطورة بالغة على مستقبل واستقرار الجنوب ووحدته وسلامة أراضيه ، كونها ترى أن كل المؤشرات الحالية تعكس عدم قبول تلك القوى ببعضها وإستحالة إمكانية تعايشها وشراكتها في قيادة وإدارة وبناء وطنها ، بل كل السلوكيات والمعطيات تعكس انهم ممكن يدخلون في صراع عنيف و دامي لإقصاء كل منهم الآخر وليتفرد الطرف الأقوى بمقاليد الأمور وإحتكار السلطة والثروة ، كما حدث في الماضي البعيد والقريب و مايعكسه واقع اليوم من إدعاء البعض انهم وحدهم من يملكون حصرية تمثيل الجنوب دون سواهم ، وعل إشباع هذه الرغبة غير السوية هو ما افضى بتلك القوى إلى التورط في توقيع تلك الإتفاقات التي أفضت إلى إقصاء غالبية القوى الجنوبية الحاملة للقضية من حقهم في الشراكة في السلطة والثروة وفي تمثيل الجنوب في إستحقاق ال 50% الخاصة بالجنوب ، وحصرها بين الإنتقالي وممثلي الأحزاب والقوى اليمنية الوحدوية بنسبة 25% للإنتقالي و75% لتلك القوى المقابلة .. وهذا الخطأ القاتل هو ماباتت القوى الدولية ترى فيه خارطة موازين القوى الجنوبية والذي ترى خطأً انه يعكس صورة الواقع الجنوبي والذي يعطي الغلبة للقوى الوحدوية على حساب الإنفصالية ، وبالتالي حتى لو تم افتراضاً الموافقة على تشكيل وفد جنوبي مستقل لتمثيل الجنوب وقضيته في الحوار النهائي ، فإنه سيتم تشكيله وفقاً وتلك النسب التي وقع عليها إخواننا في الإنتقالي وشاركوا في السلطة على ضوءها ، وبالتالي في كل الأحوال فالنتيجة واضحة من الآن أن الكفة سترجح المشروع الوحدوي وستسقط المشروع الإنفصالي دون نقاش والطامة العظمى حين يتم مهر ذلك بختم الشرعية الأممية ..
متناسين أن الجنوبيين افشلوا عفاش رغم قوته من إجراء القيد والتسجيل وبالتالي أفشلوا اجراء الإنتخابات النيابية والمحلية وارغموه وكل الأحزاب اليمنية على اصدار قرار التمديد لمجلس النواب والمجالس المحلية وهو ما زال ساريا حتى اليوم رغم انتهاء مدة التجديد ..
وهو ماارغم النظام والمجتمع الدولي على الاعتراف بالقضية الجنوبية من قبل هذه الحرب بسنوات عديدة ..بل وشاهد العالم أجمع اللواء علي محسن وتوكل وقادة الإصلاح أثناء ثورة 2011م وهم يقرون بعدالة القضية الجنوبية وكونهم حكموا الجنوب بالإستعمار .. لينكثوا بكل ذلك بعد انتصار ثورتهم وتقاسمهم للسلطة مع نظام صالح ..
فكيف للأخ الرئيس الدكتور رشاد العليمي يريدنا أن نثق بأي وعود بعدما عهدناه من نكثهم ، بل ومايعاملونا به اليوم من جحود ونكران لتضحياتنا في مناصرة قضيتهم بل معاملتنا بأسوى وأبشع من معاملة نظام عفاش وهم في أمس الحاجة إلينا .. بل والأكثر أسفاً أن يكون تعامل التحالف معنا كذلك وموفر الغطاء له ..

نحن هنا لا ننجم ولا نتبلى أو نفتري بل نعكس جسامة الظلم الواقع علينا حتى ممن وقفنا الى جانبهم ، وذلك في إطار قراءة واقعية وعلمية لمجريات الأمور بإسلوب مبسط ومقنع للمواطن وللمثقف والسياسي المحترف ليدرك الجميع أين مكمن الخطأ ، وهل لديهم الإرادة وحرية وإستقلالية القرار لإستغلال ماتبقى من الوقت الضيق المتاح لتصحيحه وإنقاذ أنفسنا وشعبنا ووطننا وقضيتنا من كارثة محققة لن ينفع فيها الندم ولن يجدي سرد الأعذار بعد حلول الدمار ...

فماهو الحل إذاً؟

الحل والمخرج المتاح والمُيَسَّر أيُّها الجنوبيين بمختلف ألوان طيفكم يكمن في مشروع
*مجلس التنسيق الجنوبي الأعلى*
الذي تقدمت به
*الهيئة الشعبية الجنوبية* منذ سنوات ونال إجماع منقطع النظير ، كونه سيستوعب الجميع دون إستثناء في إطار جبهة وطنية عريضة وشاملة، لمخاطبة العالم بصوت جنوبي واحد ومشروع واحد ودون المساس بالشخصيات الإعتبارية لمختلف الكيانات والمكونات الجنوبية ولا بنشاطها ، بل ينزع فتيل الصراعات البينية ويؤسس لقبول كل منها بالآخر وحقوق الآخر في مختلف الإستحقاقات الوطنية الخاصة بالجنوب حاضراً ومستقبلاً وتجريم وتحريم عودة نهج الإقصاء والتفرد والإستحواذ من قبل أيَّاً كان وتحت أيَّ مبرر كان كون ذلك هو ساس الداء والبلاء ..

وبذلك فقط سنوصل رسالة قوية جداً لكل العالم بأن الجنوبيين أهتدوا للطريق الصحيح والصائب لإرساء قواعد متينة لسلام مستدام، وهو ما سيغير نظرة العالم السلبية نحوهم ويبدد مخاوفهم ويرغمهم على التعاطي معهم بمنتهى الإيجابية ومساعدتهم بكل جدية في دعم ونجاح مشروعهم وتوجههم الحضاري الجديد ، والذي سيسهم إيجاباً في نجاح أي حلول تفضي إليها الحوارات المرتقبة والتي يراد منها أن تفضي لتحقيق أمن وسلام مستدام في اليمن وفي المنطقة وخلق ظروف آمنة وضامنة لتوائم مصالحهم مع مصالح أشقائهم وأصدقائهم في مختلف دول العالم ...

اعيد توجيه النداء والمناشدة لقادة مختلف القوى والمكونات الجنوبية لسرعة الإستجابة بعيداً عن التسويف والدعوات للبحث عن مشاريع من الصفر تفصل وفق تلك المقاسات الضيقة التي ستدخلنا بنفق أكثر ظلاماً ، وهو نفس الأسلوب الذي اضاع سنين من عمر شعبنا وقضيتنا ، ومازادنا إلا تفتت وتشتت لخدمة المشاريع المضادة والمصالح الضيقة المؤقتة ، وهو ما أوصلنا للنفق الذي وصلنا إليه وحال الضعف والهوان الذي نعيشه ، وضياع اعظم ثمار تضحيات شعبنا الجسام ، التي بفضلها بتنا نحن متسيدين المشهد والمتحكمين في الموقف على الأرض ومن تحتاج لنا قوى التحالف والقوى الخارجية أكثر من حاجتنا لهم ، وبسبب الحسابات الضيقة انتهى بنا الحال إلى واقع مهين نستجدي فيه لقمة العيش الكريم والرواتب التي لم تعد تكفي لتأمين قوت أيام لأقل الأسر عدداً في ظل الجلد المتعمد من تحالف الحكومة والتجار الذي للأسف بات يتسيده ديناصورات الفساد المستقويين بتحالف دعم الشرعية الذين اختزلوا الشعب وقواه المختلفة الحية فيمن عم فسادهم البر والبحر وثبت عدم آهليتهم و صلاحيتهم لأي أمر ..

اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد ..

*الدكتور عمر عيدروس السقاف*
*رئيس الهيئة الشعبية الجنوبية*
عدن 25 فبراير 2023م