المشاركات في المناسبات الثقافية ترتقي بالمعرفة

الخميس - 05 يونيو 2025 - الساعة 11:05 ص

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب

لم يخطر في بالي عندما تلقيت مشاركةً في مهرجان سينما الجبل بتونس بعين دراهم تلك الضيعة الجميلة الهادئة والباردة ذات الطقس الأوربي الجميل كضيف شرف على المهرجان بأنني سألتقي بأرقى الفنانين والمفكرين والمبدعين التونسين العاملين في الفن السابع ذلك الفن الذي أطلق على السينما، وسُمّيت بالـ"فن السابع" لأنها جاءت بعد ستة أنواع من الفنون التقليدية، وهي: العمارة والنحت والرسم والموسيقى والشعر والرقص، وأول من أطلق هذه التسمية الناقد والباحث الإيطالي ريتشيوتو كانودو في أوائل القرن العشرين، واعتبر أن السينما تجمع بين الفنون السابقة وتضيف إليها عنصريْ الزمان والحركة فصارت السينما تُعرف بـ"الفن السابع" لأنها تمزج الصورة، الصوت، الحركة، القصة، والمشاعر في عمل فني واحد.

هذه أول مشاركة لي في مثل هذه المهرجانات، ولا شك بأنها تدخلك في عالم يختلف كليًّا عن عالم نقل أخبار المهرجانات التي نسمع عنها في الإعلام، إنها مشاركات تنقلك لعالم آخر مفتوح الفضاء تتلمس به كافة الألوان والأطياف الفكرية والفنية بيدك، وتشعر بنعومة أحاسيس ومشاعر ومصداقية وثقافة وإنسانية المخرجين والممثلين والمؤلفين والكتاب تتمازج كل تلك المشاعر لحبس أنفاسك، ولا تملك إلا أن ترفع حاجبيك اعجابًا واحترامًا لتلك العقول التي تفتخر بأنها عقول قادرة على تحدي الواقع التعيس الذي نعيش به لتخلق إبداعًا سينمائيًّا ينافس أكبر الإبداعات السينمائية العالمية.

شاهد أيضًا