ٱراء واتجاهات


ويظل أدب الرحلات مستحوذًا عليَّ...

الثلاثاء - 03 يونيو 2025 - الساعة 10:10 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




سبق وأن ذكرت بشكل مقتضب بأنني كنت أمارس رفاهية الرحلات بشكل لم يكن صحيحًا، وقلت بأن نمط سياحتنا ليس هو النمط الصحيح بالنسبة لي على الأقل؛ لأني على ثقة تامة بأن الناس أمزجةٌ بثقافة الترفيه السياحي منهم من يعشق المقاهي والمطاعم وسهر الليالي، ومنهم من يعشق الطبيعة مثلي.

كنا ولا زلنا نذهب لنفس الأماكن ونفس المطاعم والمقاهي ونفس المولات التي أصبحت هي ذاتها الموجودة في دولنا، لذلك عندما اتخذت قرارًا بأن أغير نمط سياحتي اكتسبت الكثير من المعرفة التي كانت خافية عليّ وراء كراسي المطاعم والمقاهي، وممرات المولات، واكتشفت بأني أمارس سياحة الفنادق التي هي نفسها لا تتغير حتى بتغير نجومها.

إن الذي اكتسبته في تغيير نمط سياحتي هو اكتشافي أدب الرحلات أي أني أدوّن ملاحظاتي ومغامراتي والأحداث التي أمر بها أثناء الرحلة سواء في الجبال أو الوديان، وحتى في مجاري العيون المائية التي لا تراها إلا في الأفلام والصور ناهيكم عن معرفة ثقافات سكان المنطقة التي تزورها.

لذلك أدب الرحلات استحوذ عليّ في كل رحلاتي التي أقوم بها، وأصبحت لا أطيق المبيت في الفنادق بقدر ما أبيت وأقضي ليلتي في الفضاء المفتوح تسمع به صرير هوام الليل، وزقزقة العصافير التي تجبرك على الاستيقاظ مع إشراقة الشمس لتبدأ يومك بشكل غير تقليدي، وهنا تشعر بأنك قد غيَّرت نمط يومك الروتيني الذي اعتدت عليه وعشت في طبيعة افتقدتها زمنًا طويلًا، والأجمل بأنك تعود للطبيعة.