ٱراء واتجاهات


تظل نكهة تونس لها خصوصية

الثلاثاء - 03 يونيو 2025 - الساعة 12:30 ص

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




بحكم أني من عشاق السفر والترحال الذين لا تستهويهم المدينة بأضوائها، ولا بصخبها، ولا بأسواقها، بل تستهويني الطبيعة بهدوئها، وجمالها، وعذوبة نسماتها، ونظافة هوائها، أصررت يوم أمس قبل مغادرتي لعين دراهم التي أستطيع أن أطلق عليها جنة إفريقيا على أن أزور صخرة أبي القاسم الشابي التي جلس عليها، يوما ما، وكتب عليها من لم يرُم صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.

كانت تلك الزيارة من أروع الزيارات التي قمت بها، وتمتعت بجمالها، وأجوائها، وزيارة صخرة أبي القاسم كانت لا بد منها، واكتملت بإقامتي في فندق كان ثكنةً عسكريةً فرنسيةً أيام الاستعمار الفرنسي لتونس، وقد خيَّرني مضيفي بأن أسكن في ذات الغرفة التي سبق وأن أقام بها الزعيم بورقيبة الذي تم اعتقاله بتلك الثكنة، وتلك الغرفة تحديدا حسب قول موظف استقبال الفندق لمدة عامين، ولم أتردد البتة بقبول الإقامة في تلك الغرفة، وعندما دخلتها لم أتخيل نفسي بأن أكون بذات الغرفة التي أقام بها بورقيبة، وأجمل شعور عندما عدت من الخارج بعد جولة بين حانات وحوانيت طبرقة، ووضعت رأسي مستلقيا ناجيت روح بورقيبة، وسألته عن حاله أثناء إقامته بذات الغرفة، ولكنه لم يجبني، ورجع بي التاريخ لعام 1965 أثناء زيارته للكويت، وشاركت بحفل استقباله في عرض رياضي أمامه في ثانوية الشويخ، ولا أنسى ذلك اليوم؛ لأن الحظ كان معي بذلك اليوم، وكان موقعي أمامه مباشرة.

رحمك الله، يا بورقيبة ويا أبا القاسم الشابي، وما أجمل تونس بشعبها.

ولنزار قصيدة رائعة واصفا جمال تونس أثناء زيارته لها، يقول في مقدمتها:
يا تونس الخضراء جئتك عاشقا *** وعلى جبيني وردة وكتاب
إني الدمشقي الذي احترف الهوى*** فاخضوضرت بغنائه الأعشاب