ٱراء واتجاهات


ترامب ليس قلقًا على فنلندا، أين نحن من ذلك؟

الخميس - 22 مايو 2025 - الساعة 09:04 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




في تطور لافت كما ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأن روسيا تحشد قواتها على الحدود الفنلندية، وسُئل الرئيس ترامب عن ذلك، وأجاب بأنه ليس قلقًا من تلك الحشود، وهذه إشارة غاية في الخطورة يجب قراءتها بشكل صحيح.

ترامب طالب بضم كندا، واحتلال قناة بنما، وصرح ذلك أثناء حملته الانتخابية، وكأنها إشارة لبوتين الذي يخوض معارك في أوكرانيا ويحتل أكثر من 20% من أراضيها بأنني سأغض عنك النظر إذا تركت لي كندا وقناة بنما أمام عجز أوروبي، تحدثت تقارير عن أن الدول الأوروبية رصدت أكثر من 400 مليار لتطوير قدراتها الحربية بتحرك متأخر جدا، ولن يستطيعوا اللحاق بركب تطور أسلحة روسيا والصين وأمريكا.

ما يقلقني حقيقة كقارئ ما بين سطور لتلك التصريحات والتحركات بأن العالم أي أصحاب القوة والنفوذ أمامهم خريطة لعالم جديدة يشكلونها وفق مصالحهم، ويتقاسمون بها الأراضي أنت تأخذ هذه، ونحن نأخذ تلك، وهذا ما أستشفه من تلك التصريحات والتحركات بعدما استقر العالم بسابقة تاريخية على البشرية عبر الأمم المتحده التي أقرت حدود الدول الأعضاء، ولا تقبل احتلال دولة لدولة عضو بها، والغزو العراقي للكويت خير مثال لذلك، فما الذي تغيَّر في العالم لكي تتحرك قوات هنا وهناك، وتصريحات رئيس دولة عظمى يطالب بضم دولة أخرى لأراضيه ضاربًا عرض الحائط الأمم المتحدة وقراراتها، ملقيًا بها جانبًا، وكأنها غير موجودة، ورئيس دولة عظمى تحتل بالقوة أراضي دولة أخرى؟

نحن أمام تحولات دولية غاية في الخطورة على أمن واستقرار العالم في ظل أسلحة عابرة للقارات، وقنابل قادرة على محو مدن كاملة بلحظات خاطفة، وتكنولوجيا تفرض نفسها كبديل حتى عن الإنسان بحروبه، وهذا يجعلنا يفترض أن نفكر ترليون مرة كيف سنواجه ذلك، ونحن وسط صراع حيتان يتقاسمون النفوذ دوليًّا.

السؤال بعيدا عن أي شيء آخر هنا، أين نحن من ذلك؟