الأحد-18 مايو - 09:32 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


اليمن بين رمال التحالفات ومرايا المصالح: متى تُفتح بوابة الخلاص؟

الجمعة - 16 مايو 2025 - الساعة 02:13 ص

الكاتب: وضاح قحطان الحريري - ارشيف الكاتب






وسط تصاعد الديناميات الإقليمية، تأتي قمة الخليج التي استضافتها السعودية لتعيد خلط أوراق الملفات العالقة، من اليمن إلى سوريا وفلسطين. زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض كشفت عن رغبة أمريكية في إعادة ضبط العلاقة مع الخليج، في وقت تسعى فيه السعودية لتوسيع نفوذها كراعٍ سياسي للمنطقة، عبر تخفيف العقوبات على سوريا بدعم أمريكي مشروط، في مقابل تهدئة النفوذ الإيراني والتزامات أمنية مشتركة.

من الرياض إلى الإمارات، كانت الأنظار تتجه نحو الجنوب اليمني، حيث تعزز الإمارات وجودها من خلال دعم المجلس الانتقالي ومشاريع تنموية في عدن والمكلا، بما يشير إلى خارطة مصالح واضحة ومستقلة عن الشمال. الجنوب اليوم يتحرك بثبات نحو إدارة ذاتية على الأرض، بدعم سياسي وعسكري من أبوظبي، فيما تتعامل واشنطن مع المجلس الانتقالي كجزء من المشهد، رغم التحفظات السعودية التي لا تزال تراهن على يمن موحد يخدم التوازنات الإقليمية.

في المقابل، يبقى الشمال ساحة مفتوحة للصراع المسلح والنفوذ الإيراني المتزايد عبر جماعة الحوثي، التي تدير مناطق واسعة من البلاد بقبضة أمنية صارمة. الشمال غارق في عزلة دولية ومواجهات داخلية، مما يعمق فجوة الانفصال السياسي والميداني عن الجنوب. وفي ظل غياب مشروع وطني جامع، تبدو فرص إعادة بناء الثقة بين الشماليين أنفسهم شبه معدومة، ناهيك عن إعادة اللحمة مع الجنوب.

ترامب واصل زيارته إلى قطر، حيث ناقش مع قيادتها ملف غزة، وسط شكوك إقليمية بدور قطري غامض في إدارة التصعيد. واشنطن ترى في الدوحة لاعبًا لا يمكن تجاوزه، لكنها تدرك أيضًا حساسية موقعها كداعم مزدوج: شريك في التهدئة وأحيانًا طرف في التوتر. هذا الدور ينعكس بطبيعة الحال على ملفات مثل اليمن، حيث تبقى قطر على الهامش السياسي، لكنها حاضرة في حسابات الحلفاء والخصوم.

كل هذه التفاعلات توحي بأن حل الأزمة اليمنية لن يأتي في سلة واحدة. الجنوب يتجه نحو تثبيت واقع جديد بدعم دولي صامت، والشمال يترنح تحت ثقل الحرب والتدخلات. ما لم تُقر القوى الدولية والإقليمية بهذا الانفصال الفعلي، ستظل محاولات الحل الشامل مجرد سراب، بينما تتعمق معاناة الناس على طرفي البلاد.