تقارير وتحقيقات اللعبة المحرمة....!!؟؟ ..
الأربعاء-30 أبريل - 06:13 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


مخاض المنطقة

الإثنين - 28 أبريل 2025 - الساعة 09:28 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




كثيرًا ما كنا ولا نزال نسمع بأن هناك متغيرات في العالم الذي لم يعد كعالم الأمس، وهذا واضح بالنسبة لي كمراقب عاش في فترة ما قبل انتشار التكنولوجيا، وما بعد انتشارها حتى أصبح ما هو خيالٌ حقيقةً ويقال بأن ذلك نتيجة لانتهاء الحرب الباردة التي كانت ما بين الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا والغرب عموما اللذين احتفظا بتلك التكنولوجيا للاستخدام العسكري، ولكن عندما انتهت الحرب الباردة تم الإفراج عن بعض تلك الأسرار التكنولوجية -وأؤكد على كلمة بعض- وليس كلها، وما وصلنا هو نزر يسير، ومنها على سبيل المثال لا الحصر جهاز الفاكس الذي أحدث في بداية ظهوره ثورة اتصالات، وكان في بداية تسعينيات القرن الماضي أي قبل ثلاثين عاما فقط، وبعدها انفجرت تلك التكنولوجيا حتى وصلنا لإجراء عمليات جراحية على بعد آلاف الأميال ناهيكم عن مشاهدة حدث يحدث في الجانب الآخر من العالم في لحظة وقوعه حتى اختلط الليل بالنهار، ولم تعد الأربعة والعشرين ساعة كافية لملاحقة ما يتم ابتكاره في كل لحظة.

هذه التكنولوجيا غيرت الكثير من رتابة الحياة البطيئة السائدة فيما قبل انفجار فقاعة المعلومات المحتكرة سابقا لدى أجهزة تتحكم بمقدار ما يصل للبشر من معلومات اما اليوم فقد أصبحت تلك المعلومات متاحة للجميع، ومهما حاول البعض السيطرة عليها إلا وتجد لها منفذًا تمر به للعامة.

كل ذلك أعتبره مقدمة لما سأقوله، وأنصح به بأننا لسنا الوحيدين في العالم كشعوب في هذه المنطقة نمر بمتغيرات جمة فقد سبقتنا شعوب العالم جميعها ما عدانا نحن لا نزال نجتر ماضينا حتى نسينا حاضرنا فما بالكم بمستقبلنا؟!

المراد في هذه المرحلة على الأقل أن نتواكب مع متغيراتها، صحيح ستتغير بها ثوابت كانت كالجبال الراسيات، وستكون مثل المغص في الأمعاء عندما تتصارع وتكون مؤلمة، ولكن لا بد منها كأمر طبيعي، وقلتها وأكررها ما يحدث من تطور أمر طبيعي فرضته الظروف، ومقاومة ذلك لن تجدي نفعًا بقدر ما تزيد آلام الشعوب، والأذكياء هم من يستطيعون فهم تلك الظروف والمتغيرات لكي يتجاوزوها بأقل قدرٍ من الخسائر التي تصاحب ذلك المخاض.

وهذا يطرح سؤالًا في غاية الأهمية، هل نمر بذلك المخاض بأقل الخسائر أم سنعاند التاريخ لنزيد آلامنا آلامًا؟

هذا ما لا أتمناه…