فضاء النت ليس وكالةً حصريةً

الإثنين - 21 أبريل 2025 - الساعة 04:09 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب

عجيب أمر البعض الذين يطلبون مني عدم التدخل في الشأن الجنوبي بالرغم مما به من مآسٍ إنسانية لا تعد ولا تحصى ومستمرة منذ عام 1994 عندما قام الشمال بقيادة علي عبد الله صالح بتحالفه مع الإخوان المسلمين باحتلال أراضي الجنوب بالقوة العسكرية تحت شعار الوحدة أو الموت هذا أولا، وثانيا: بحكم أنني كاتب صحفي ليس مهمتي هي تلميع هذا أو ذاك، فهؤلاء لهم إعلامهم ومريدوهم ومؤيدوهم من حقهم أن يدافعوا عنهم بكل الطرق خصوصًا وأن الإعلام اليوم هو أحد الأسلحة التي يحارب بها المتقاتلون، وهو سلاح يضاهي الأسلحة القتالية.

أقول ذلك بعدما وردتني بعض التعليقات على ما كتبته يوم أمس دعوت به سعادة اللواء أحمد بن بريك إلى حسم الموقف الذي لم يحسمه سعادة اللواء عيدروس الزبيدي منذ قرابة عشر سنوات، وأعرف بأن الوضع ليس بسيطًا ومعقدًا وتتداخل به مصالح عدة قوى داخلية وخارجية، دولية وإقليمية ناهيكم عن تجار الحروب الذين أسسوا تجارتهم على دماء لن أقول الشعب الجنوبي فقط وإنما حتى على دماء الشعب الشمالي أيضًا اللذين يعيشان بعصر ما قبل الحضارة البشرية نتيجة لمصالح تجار الحروب، ومصالح الدول المحيطة والدولية ضاربين بمصالح الشعبين الشمالي والجنوبي عرض الحائط؛ لذلك ومن منطلق حرصي على صيانة حقوق الإنسان واحترامها، وبعد فشل سعادة اللواء عيدروس الزبيدي بحسم الأمر بعودة دولة الجنوب، وقطع يد كل من يتدخل في الجنوب سواء من تجار الحروب أم من الإخوان المسلمين -محتلِّي وادي حضرموت- أم من دول إقليمية أو دولية.

لذلك آن أوان تسليم زمام الأمور لسعادة نائب رئيس المجلس الانتقالي اللواء أحمد بن بريك لكي يحسم الأمر، وينقذ الجنوب وشعبه من كارثة يعيشون بها منذ قرابة أربعين عامًا، ولا خيار آخر يمكن تخيُّله لكي يتم إنقاذ الجنوب وشعبه من محنه المتجددة على مدار الأربعين عاما الماضية، والتي ستتكرر وستزداد عمقًا ومأساةً إن لم يتم حسم الأمر بشكل نهائي.

السؤال هنا، هل سيحسم الأمر بن بريك؟

هذا ما آمله…

شاهد أيضًا