ٱراء واتجاهات


يفهم ولكنه يخشى أن تتفتح عقول الناس.

الخميس - 12 سبتمبر 2024 - الساعة 10:09 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




أنا للأمانة مدرك تماماً بأن هناك من يحال أن يضحك على الحقيقة ويلغمطها بشوية توافيه قام بها مأجورون لتشويه الديمقراطية والحُرية وإظهارها بأنها هي سبب كل مشاكل ليس المنطقة وإنما يحملونها مشاكل البشرية!!!

فعندما نتحدث عن حقب تاريخية طويلة تمتد قرون ونُحاول أن نستفيد من الذي حدث بها يصر البعض بشكل غريب عجيب على أن يرمي كل حادث بها لتأمر الشرق الغرب ولايجرء على فتح ملف أسباب إنهيار حضارات سادت ومن ثم لم تبد فقط وإنما انحدرت لقاع التخلف الحضاري والإنساني.

عندما أتحدث عن الديمقراطية واصفها بأنها أحسن أسوأ نظاماً توصل له العقل الإنساني لتيسير شؤون حياته يخرج لي البعض بأطروحات تنم عن كارثة حضارية حتى العلاج الإشعاعي والكيماوي لاينفع ليُعيدها للواقع، فعندما يتوقف العقل عند قرن ما قبل بداية التاريخ البشري لاتتوقع من هذا العقل أن ينقلك لعالم حضارة اليوم ولن أتحدث عن حضارة مستقبل البشرية، فعندما يتم وضع سياج شائك على ذلك العقل لتتم محاصرته فاعلم بأن ذلك العقل لن يتجاوز ذلك السياج وذلك خشية من المجهول الذي وراء ذلك السياج ناهيكم عن بث الرعب بنفس ذلك العقل أن حاول مجرد محاولة لتجاوز ذلك السياج ويكون محظوظا إن لم يتم قتله وفي أحسن الأحوال سجنه، وبالتالي، يظل ذلك العقل يراوح مكانه تتناقله أجيال وأجيال غير عابئين بما يحدث لهم تاركون عقولهم يتوارثها اللأخرين.

لذلك عندما نتحدث عن الديمقراطية والحُرية دائماً وأبداً أجد من يعترض على ذلك رغم أن الحديث لصالحه وهذا يعطيني مؤشراً أنه يفهم ولكن لايُريد الناس أن تفهم وهذا هو دور أغلب من يعترضون على من يدعون لتحرير العقل، فهم موجودين في كل زمان ومكان حتى في دول الغرب والشرق الديمقراطي، فنحن لسنا استثناء من ذلك ولكننا متصدرين الشعوب بذلك...