الخميس-03 أكتوبر - 08:18 م-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


أنور الرشيد: الانتخابات الرئاسية (تونس- الجزائر) خطوة تاريخية(2/2) .

الأحد - 08 سبتمبر 2024 - الساعة 01:51 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




أما نحن في هذا الوقت -تحديدا- هناك انتخابات رئاسية يشترك بها عدد من المرشحين في بلدين وهما تونس والجزائر وأدرك تماما بأن هناك من سيقول بأنها مجرد تمثلينه محسومة نتيجتها وقد يكون ذلك صحيحا ولكني أعتبرها نقطة في محيط تحتاج لرعاية ودعم ومساندة كالوليد الذي يخرج من رحم أمه، وسبقهم بذلك و-لأول مرة- في تاريخ منطقتنا الحديث يشارك في الانتخابات الرئاسية في جمهورية مصر العربية عام 2012 عدد من المرشحين، وقد تشرفت بالمشاركة بها كمراقب انتخابات دولي.
الظريف في هذه موضوعة مراقبة الانتخابات والشيء بالشيء يذكر أننا في الكويت أول من أسس شيء في منطقتنا اسمه مراقبة الانتخابات عام 2000 وفي الانتخابات البرلمانية عام 2003 طالبت بمراقبي دولين وكانت حجة الرفض بأن ذلك تدخل بسيادة الدولة وردية على ذلك من خلال مؤتمر صحفي بأن ذلك ليس تدخل بسيادة الدولة بقدر ما يمنح تلك الانتخابات شرعية دولية لأن كافة المعايير متوفرة وتم بالفعل الاستعانة في مراقبي دولين بعيدا عني طبعا رغم أني من أسس شيء اسمه مراقبة الانتخابات ليس على المستوى المحلي وإنما على مستوى الشرق الأوسط في انتخابات عام 2007 وقبلها كنت قد شاركت بعدد من الانتخابات الدولية.
أما بشأن الانتخابات الرئاسية التونسية والجزائرية التي هي محور هذا المقال فإننا نشهد ولادة ترسيخ شيء اسمه انتخابات رئاسية أي أن الأمة هي من تنتخب من يمثلها وهذا بالنسبة لي أمر تاريخي ويعتبر جديد على ثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا في المنطقة التي لم تشهد تلك الممارسة من قبل مطلقا وإن كان هناك تمت ممارسة من خلال آلية بعنوان المبايعة وبلغة اليوم تزكية من يراهم عليه القوم ليدير شئونهم أي عملية انتخابية بدائية جدا لا معايير انتخابية بها مطلقا وليشترك بها عامة الأمة وإنما تقتصر على من أسموهم بأهل الحل والعقد ولا زالت بعض مجتمعاتنا تطبق تلك الآلية حتى اليوم أما مجتمعات مثل تونس والجزائر ومصر وحتى العراق بشكل أو آخر تجاوزت تلك المرحلة.
وأخيرا، وفقا للقياس الزمني في عمر الشعوب وتطورها في مجال الانتخابات وتداول السلطة ومشاركة الأمة والحريات واعتماد الآليات الديمقراطية لتنظيم شؤون المجتمع أجزم بأننا لا زلنا في البداية وقد نحتاج لعقود طويلة قادمة لنصل للديمقراطية الحقيقية وكما ذكرت لكم في مقال سابق التطور والتغيير لفة مركب أي أن بطبيعتها تحتاج لعقود من الممارسة ليكتشف المجتمع سلبياتها ويتلافاها ويعظم إيجابياتها لتصل المجتمعات للديمقراطية الحقيقية...