ٱراء واتجاهات


الكتابة والتغريد توثيق للتاريخ.

الثلاثاء - 11 يونيو 2024 - الساعة 09:41 ص

الكاتب: د/ أنور الرشيد - ارشيف الكاتب



تلقيت يوم أمس نقداً من أحدهم يقول: بأني يومياً مصدع رؤوس قرائي والمتابعين الكرام بملف الحُرية والديمقراطية، أليس لديك موضوع آخر تتكلم عنه؟
فردية عليه أي نعم ياعزيزي لدي الكثير الكثير وأكثر مما يتخيله عقلك الصغير، فقد علمتني الحياة وتجارب قرابة نصف قرن في العمل بالشأن العام وباصات لا حصر لها (بدأ من باص الكف الأسود ما أدري الأحمر مروراً بباص جنية الخط السريع وصولاً لباص الأساور الذي هابين فيه هاليومين) استوعبت اللعبة التي تدار بها الأمور ولم أعد أركب باصات لابل أسست باصي الخاص ومن يريد أن يركب معي فأهلاً وسهلاً به ومن لا يرغب بذلك لن أجبره على الركوب معي رغم قلة مرافقيني بهذا الباص، إلا أني لن أيأس ولن أتركه حتى أصل به لمحطته الأخير، لذلك ياهذا نذرت نفسي من عام 2017 بأن لن أترك ملف الحُريات والديمقراطية لما سببه ذلك الملف من أضرار جسيمة وبالغة في جسد أهل الكويت، فهذا باصي وهذا ملفي لم أجبرك بموافقتي به والأهم من ذلك لم أطلب رأيك بباصي ولم أطلب منك أن تحشر أنفك بما اكتبه وأغر به.

ما يهمني ياهذا هو أني لا أكتب لمجرد الكتابة ولا أُغرد حباً في التغريد بقدر ما أوثق مرحلة تاريخية لم يستوعبها عقلك على ما يبدو أو أن ما أكتبه يثير حنقك وحسدك وغيرتك أو مُرسل من طرف يتضرر من ذكر هذا الملف لأنه بكل بساطة يكشف المستور ويفتح شبابيك النور ويغسل العقول، لا أعتقد بأن هناك سبباً آخر يدفع البعض لأن يتهكم أو يغار وتستغل به ملكة الحسد لديه لهذه الدرجة، إن لم تكن له مصلحة بذلك وهذا أمر أصبح بالنسبة لي طبيعي.

لذلك نصحته باللعب بعيد عني لأن هذا الملف لن أتركه تحت أي ظرف وما أمارسه هو حق من حقوقي الطبيعية المكفولة دستورياً وباتفاقات دولية وقعت وصادقت عليها الدولة، أنت تريد أن تكون عبداً مسيراً فهذا حقك أدافع لك عنه ولكن دعني أحرر عقلك لعل ذلك يرجع لك أدميتك وكرامتك كإنسان، فالحُرية التي لم تمارسها يوم ولم تشعر بها لن تحميها ياهذا ولاتعرف أساساً قيمتها لذلك لاعجب مِن مّن يتبنون هذه العقلية، وبالمناسبة فهم كثر لذلك قال المتنبي: في بيت شعره العظيم (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم)