تحركات دبلوماسية جديدة لاحتواء حرب السودان

الأربعاء - 02 أكتوبر 2024 - الساعة 11:55 ص بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتى" متابعات




أفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها أن المبعوث سيواصل سعيه لتفعيل عملية شاملة تُعزز انتقال السودان إلى حكم مدني.

ملخص

تثير المخاوف الإقليمية والدولية من انزلاق الصراع في السودان نحو مرحلة أكثر دموية وشراسة، في ضوء التهديدات المتكررة من كلا الطرفين بالتصعيد لعمليات عسكرية أكثر عنفًا، مما ينذر بتدهور وانهيار أكبر في الأوضاع الإنسانية.

أسفر التصعيد الأخير في المعارك بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” داخل العاصمة الخرطوم، الذي بدأ مع الهجوم البري الواسع الذي قام به الجيش قبل ستة أيام والذي أدى لعبور الجسور الثلاثة نحو قلب المدينة، عن زيادة حدة التهديدات والحديث عن الخيار العسكري كحل وحيد للطرفين. فما هو تأثير ذلك على فرص الحل السلمي وعلى التحركات الإقليمية والدولية النشطة حالياً لاحتواء تفاقم الصراع وإرغام الطرفين على العودة للتفاوض مجدداً؟

تعليق التفاوض

في ردٍ على الهجوم المتعدد الاتجاهات الذي شنّه الجيش في الخرطوم، أعلنت قوات “الدعم السريع” أن قائدها اتخذ قرارًا بوقف التفاوض مع الجيش.

أفاد المتحدث الرسمي باسم وفد التفاوض لقوات “الدعم السريع”، محمد مختار، أنهم الآن يسعون بكامل قوتهم “نحو الخيار العسكري الحاسم للقضاء على الجيش ومن يتعاون معه، ولا توجد مفاوضات بعد الآن، وسيكون الميدان هو الحاسم”.

كشف المختار، في فيديو مسجل، أن قيادة “الدعم السريع” قررت وقف التفاوض مع الجيش السوداني والمتعاونين معه، مشيراً إلى أنهم ظلوا يطالبون بالسلام، ولكن من هذه اللحظة بدأت دقات طبول الحرب، حيث إنهم كانوا يرغبون في الحرب بلا رحمة.


قال المستشار إن الجيش قد يكون قد تقدم داخل الخرطوم أو الخرطوم بحري، وإن قواتهم لا تزال تحتفظ بالمناطق التي سيطرت عليها.



تسعير الحرب

أعلن القائد الميداني لقوات “الدعم السريع”، عمر جبريل، في تغريدة على منصة (إكس) عن حالة استنفار غير مسبوقة لقواتهم داخل الخرطوم، مما أعاد إلى أذهانهم لحظات بداية اندلاع الحرب في صباح 15 من أبريل العام الماضي، عندما حمل كل مقاتل سلاحه وتوجه الجميع نحو كوبري أم درمان وهم يهتفون “كل القوة المهندسين جوه”، في إشارة إلى قاعدة سلاح المهندسين العسكرية. واختتم بقوله: “لقد بدأت الحرب للتو إذاً”.

من ناحيته، أفاد الوالي المكلف لولاية الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، بأن القيادة العليا في البلاد قررت الشروع في مرحلة الحسم النهائي للصراع.


أشار خلال تجمع شعبي للحكومة المحلية إلى أن “المسيرة ستستمر ولن نلتفت لأصوات المتشائمين، ومهما واجهتنا من عقبات ستكون النتيجة النهائية انتصارنا”.


تستمر المعارك والاشتباكات بين الطرفين لليوم السادس على التوالي في وسط وجنوب الخرطوم وشمال مدينة الخرطوم بحري، بينما لا يزال الوضع متوتراً في محور الفاشر بشمال دارفور.

أفادت مصادر محلية أن الجيش والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية تصدوا مساء يوم أمس الاثنين لمحاولة جديدة من قوات “الدعم السريع” لاختراق مدينة الفاشر من الجهة الجنوبية الشرقية، مما أدى إلى تكبيدها خسائر في الأرواح والمعدات.

وفقاً لشهادات شهود عيان في العاصمة السودانية، سُمعت أصوات انفجارات قوية في عدة مناطق بالعاصمة، وارتفعت أعمدة الدخان من مناطق متفرقة في محيط المقرن وشارع الغابة وسلاح الاستراتيجية والسوق العربي في وسط الخرطوم، بالإضافة إلى مناطق شمال الخرطوم بحري.

واصل الطيران الحربي تنفيذ غاراته المكثفة على تجمعات وارتكازات قوات “الدعم السريع” في شرق وجنوب الخرطوم، وتمكّن بالتعاون مع الطائرات المسيرة، وفقًا لمصادر ميدانية، من تدمير منصات مدفعية وآليات مدرعة تابعة لـ “الدعم السريع” في منطقة الشجرة العسكرية بجنوب الخرطوم.


من جانبها، أفادت قوات “الدعم السريع” في بيان لها بأنها استطاعت القضاء على مجموعة من الجيش والقوة المشتركة للجماعات، التي حاولت التقدم عبر محور مصفاة الجيلي شمال العاصمة الخرطوم، مُلحقًا بها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، ومتابعة بقية القوة حتى أطراف مدينة شندي في ولاية نهر النيل.


بؤرالإرهاب

سياسياً، عبّر رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، عبدالله حمدوك، عن قلقه من أن تساهم الزيادة في العنف في السودان في توحيد الجماعات المتحالفة مع تنظيم “القاعدة” في منطقة الساحل مع المتطرفين في القرن الأفريقي.

عبّر حمدوك، خلال حديثه لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن قلقه الشديد ومخاوفه من احتمال تحول السودان إلى بؤرة للإرهاب في منطقة هشة للغاية، خاصةً مع وجود حدوده المشتركة مع سبع دول أفريقية.

أكد رئيس حزب (تقدم) أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على وحدة السودان هي من خلال حكومة يقودها مدنيون، بعد أن قضى العسكريون على البلاد لأكثر من 50 عاماً.

هدنة الاختبارات

طالبت لجنة المعلمين السودانيين بضرورة إعلان وقف إطلاق النار وإيقاف العمليات القتالية خلال فترة التحضير وإجراء الاختبارات من قبل طرفي النزاع، مع الالتزام التام بذلك وفتح ممرات آمنة للطلاب لكي تُجرى الاختبارات بطريقة منطقية وعادلة.

وجه بيان للجنة نداءً “بضرورة إعلان مراكز تجميع وتصحيح الاختبارات ومراكز إقامة المعلمين كأماكن آمنة خلال فترة التصحيح والرقابة، لكي يتمكن المعلمون من أداء الاختبارات في مناخ من الاطمئنان”.

حددت وزارة التربية والتعليم يوم السبت، الموافق 28 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، موعداً لبدء اختبارات دفعة عام 2023، تليها بعد ثلاثة أشهر اختبارات دفعة عام 2024.

تجدد المساعي

عند الحديث عن الجهود الدبلوماسية الدولية لإنهاء النزاع في السودان، بدأ المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، قبل يومين جولة جديدة تشمل زيارة العاصمتين الكينية نيروبي والإثيوبية أديس أبابا.

قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن المبعوث سيواصل العمل من أجل تحقيق انتقال شامل في السودان نحو الحكم المدني، وسيدير مشاورات دبلوماسية للضغط على الجيش وقوات “الدعم السريع” للموافقة على الاتفاقيات الإنسانية التي تؤدي إلى وقف شامل للاقتتال وزيادة وصول المساعدات.

سيجتمع بيرييلو وفقًا للبيان، مع مسؤولين من الاتحاد الأفريقي ومنظمة (إيغاد)، بالإضافة إلى منظمات دولية غير حكومية تعمل في مجال الإنسانية وحماية المدنيين، بالإضافة إلى قيادات المجتمع المدني السوداني.


متعلقات