قصة وشجون.. المطربة الكبيرة " عزيزة جلال .." من التفوق والاعتزال في قمة المجد، الى ملاذ الأمومة ، والعودة "
عدن " عدن سيتي، " تقرير خاص .. اعداد : فاطمة محمد
عزيزة جلال (1958 -)، مطربة مغربية. ولدت بمدينة مكناس 130 كلم شرق الرباط، ٠ - التي تعد من أجمل وأخلد المدن نشأت في كنف المدينة الساحلية غاية في الجمال تجسد فيها الفن والثقافة والطبيعة الساحرة التي، تأسر الأباب .. وترعرعت في مدينة تعد مهوى أفئدة الزعماء والسواح ، ويتخذها والقادة ، والملوك، والامراء والمشاهير، ورجال الاعمال، ملاذا للاستجمام وللتشافي والتعافي والنقاهة والسياحة ز شش ضخرت بتراث تاريخي حضاري ومعماري جم ساهم في تصنيفها في قائمة التراث العالمي للإنسانية لليونسكو. وتضم مكناس في كل ناحية منها أسوارا وأبوابا عتيقة، وقصورا فسيحة، ورياضات غناء وفنادق أصيلة، ....
في فضاء الهديم، باب المنصور . وهي واحدة من روائع الفن الإسباني المغربي ، شمالها ، يقع أكبر موقع أثري روماني في المغرب: وليلي. قوس النصر، الكابيتول، منزل باخوس، كل شيء يشهد على روعة المدينة وثقلها الاقتصادي والسياسي. السياحي والحضاري عاشت مطربتنا وصقلت موهبتها وتهذبت ذائقتها الفنية فيها . انها مكناس مدينة إمبراطورية، خالدة، ، تجمع بين الحاضر والتاريخ، تمثل تجربة فريدة لا نضير لها.- وفي كل تلك الخلفية كانت النشأة والتجذر للمطربة "عزيزة جلال" في مدارسها تابعت تعليمها ، وفي معاهدها درست المقامات الموسيقية وقواعد الصولفيج ...
في عام 1975 شاركت في مسابقات البرنامج الغنائي ( مواهب ) الذي كان يشرف عليه الأستاذ عبد النبي الجيراري. وفيه غنت أغنيات أسمهان، ونالت إعجاب الأساتذة في البرنامج.
مباشرة بعد نجاحها المذهل في المرور للأدوار النهائية في البرنامج لحن لها عبد النبي الجيراري أغنية (نقلت عيوني هنا وهناك) في مناسبة المسيرة الخضراء سنة 1975، كما أدت عدة أغنيات وطنية في مناسبات عيد الجلوس (عيد العرش) في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
بعد هذه الفترة سافرت عزيزة جلال إلى الإمارات العربية المتحدة وهناك أدت 3 أغنيات للمطرب الإماراتي الراحل جابر جاسم فاشتهرت تلك الأغنيات بصوتها وهي � سيدي ياسيد سادات � و� غزيل فله � و� ياشوق �، ثم سافرت إلى القاهرة ومنها كانت انطلاقتها الفنية الحقيقية.
في القاهرة تلقفتها شركات الإنتاج الفني ، وتعاقدت معها في مجموعة من الألحان فكان الملحن محمد الموجي أول ملحن مصري يتعامل معها، فغنت له: إلا أول ماتقابلنا لشركة صوت الحب الذي كان يملكها آنذاك ( عاطف منتصر ) وبتخاصمني حبه لشركة عالم الفن.
غنت كذلك للسنباطي وسيد مكاوي وبليغ حمدي وكمال الطويل وحلمي بكر. كما قامت أيضا بغناء العديد من الأغاني لإسمهان وأم كلثوم ولكن بطريقتها وأسلوبها الغنائي المنفرد الذي كون مدرسة تخرجت منه العديد من المطربات أمثال: كريمة الصقلي، لطيفة، سمية قيصر، آمال عبد القادر، مريم بلمير، جنات وأخريات.
وكانت عزيزة جلال (وهي في القاهرة) تتلقى عروضا من المنتجين السينمائيين للتمثيل في السينما، وخاصة من المنتج اللبناني طنوس فرنجية. وفي سنة 1985 تزوجت برجل الأعمال السعودي الشيخ علي بن بطي الغامدي واعتزلت الفن بعد رحلة فن قصيرة.
تكاد تكون عزيزة جلال أول مطربة عربية تسبقها حلاوة صوتها إلى مصر عندما نشرت بعض الصحف المغربية والعربية اشتراكها في مسابقات البرنامج الغنائي المغربي (مواهب) الذي كان يشرف عليه الأستاذ عبد النبي الجيراري ومشاركتها لأول مرة في إحياء حفل عيد جلوس الملك الحسن الثاني حيث قدمت حسن الخصال ألحان الموسيقار أحمد البيضاوي وشعر عبد اللطيف خالص، كما أدت �نقلت عيوني هنا وهناك� وهي أغنية تتغنى بالمغرب، وبطبيعتها، وبكل ما تحبل به من أشياء جميلة، وغنت فيه أغنية ليالي الأنس في فيينا.... نسيمها من هو في الجنة للمطربة أسمهان، وكان عمرها في ذلك الوقت لا يتجاوز العشرين عاما علي مسرح الملك محمد الخامس أكبر مسارح المغرب، واستحسن الملك الحسن صوتها وأداءها في هذه السن المبكرة، ونصحها بعض المسؤولين عن الموسيقي والغناء المصريين الذين سمعوا عنها أثناء حفلات عبد الحليم حافظ بهذه المناسبة في المغرب وبعض النقاد والصحفيين بضرورة أن تسافر إلى القاهرة لتشق طريقها للغناء من هناك وتلتقي بكار الشعراء والملحنين، وتشاء الظروف أن تعلم بحلاوة صوتها إحدي شركات الإنتاج الغنائي، وهي شركة عالم الفن لصاحبها المحاسب عاطف منتصر من خلال بعض الموسيقيين العائدين من المغرب ومعه شريط كاسيت مسجل من حفلها الذي أقامته في عيد جلوس الملك الحسن الثاني، وغنت فيه أغنية أسمهان ليوجه إليها الدعوة علي الفور بناء علي رأي الشاعر مأمون الشناوي الذي استمع إلى هذا الشريط وتوقع لها مستقبلا كبيرا في مجال الغناء. لحن لها العديد من الملحنين المغاربة أغلبها أغاني وطنية.
غادرت عزيزة جلال مدينتها مكناس أول مرة في عام 1975 حيث كانت على موعد من الانتشار والشهرة، وهي الوحيدة من بين أشقائها وشقيقاتها التي جاءتها الموهبة وحدها ودون غيرها من بين اشقائها السبعة.اقامت عزيزة جلال في الإمارات العربية المتحدة فترة قصيرة من الزمن، واعادت ثلاث اغنيات للمطرب الإماراتي الراحل �جابر جاسم� وهي �سيدي يا سيد ساداتي�، �غزيل فله�، �يا شوق هزني الهوى الشوق�، أدت هذه الاغاني باقتدار، ولاقت الأعجاب في البلاد العربية.
ما أن وصلت عزيزة جلال القاهرة، حتى بدأت التحضير لأغنيات من نظم أهم المؤلفين والملحنين في مصر مثل السنباطي والطويل والموجي وبليغ وسيد مكاوي،، والذين كانوا في حالة تعطش لظهور مثل هذا الصوت منذ وفاة عبد الحليم حافظ الذي أوجد حالة من التنافس بين الكتّاب والملحنين.
عزيزة جلال من خلال حضورها على المسرح وادائها وكونها تمتلك طبقات صوت تؤهلها لتكون سفيرة لاغنية الطرب الاصيل، لذا كان حضورها لمصر في البدء، بدعوة من إحدى شركات الإنتاج الكبرى لاحياء حفل خاص والمشاركة في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي. الاغنية الأولى كانت �الا أول ما تقابلنا� من كلمات الشاعر مأمون الشناوي والذي غنى من كلماته نجوم الغناء في مصر والوطن العربي ومن الحان الموسيقار محمد الموجي، والذي خرج من حالة الفراغ التي كان يحياها بسبب ندرة الاصوات انذاك. ومن ابداعهما أيضًَا �الموجي والشناوي� كانت الاغنية الثانية �بتصالحني حبة.. وبتخاصمني حبة �. كان من الطبيعي أن تتوالى الالحان بعد ذلك، من الحان الموسيقار رياض السنباطي غنت العديد من الاغنيات منها �والتقينا� شعر مصطفى عبد الرحمن، والقصيدة الدينية �الزمزمية� شعر احمد بن سودة و�زي ما أنت� و�من أنا� ومن الحان كمال الطويل من حقك تعاتبني وروحي فيك، سيد مكاوي � يالله بنا نتقابل سوا �، واغنيتها الشهيرة " مستنياك " وحرمت الحب عليا كانتا من تلحين الموسيقار بليغ حمدي، ومنك واليك ل حلمي بكر.
لم يستطع الشاعر مأمون الشناوي أن يخفي إعجابه بصوت عزيزة جلال وأنه سيترجم هذا الإعجاب بأحدث وأول أغنية مصرية يكتبها لعزيزة، والأغنية هي إلا أول ما اتقابلنا والتي لحنها الموسيقار محمد الموجي. طلب آنذاك المايسترو ٠سامي نصير الذي استدعاه الموجي لكتابة النوتة الموسيقية، خمسمائة جنيه، حين علم أن عزيزة جلال ستؤدي الأغنية، وهو رقم كبير في ذلك الوقت، حيث كان أجر العازف في ذلك الوقت بين150 و200 جنيه، بحد أقصى، الذي لم يدفع لأي مطرب أو مطربة عربية باستثناء أم كلثوم. وقد لقيت أغنيته إلا أول ما اتقابلنا قبولا كبيرا استحسانا بصوت عزيزة جلال في حفلها الساهر الذي نقلته الإذاعة والتليفزيون المصري في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لتكون هذه الأغنية هي التي بدأت بها عزيزة مشوارها الفني بمصر عام 1976، لتغني بعد ذلك أغنيات أخرى مثل هو الحب لعبة لمأمون والموجي أيضا، والتي لاقت نجاحا كبيرا على الصعيد العربي. وقد لحن الموجي أيضا لعزيزة بعضا من الأغاني الوطنية للمملكة المغربية مثل أغنية النور موصول وأغنية العيد عاد.
لا يمكن للمستمع أو المشاهد أن ينسى إطلالة عزيزة جلال على خشبة المسرح أوالتلفزيون أو على أغلفة الأسطوانات والشرائط الغنائية، فهي صاحبة شكل مميز جدا وبنظاراتها عُرِفت وأحبها الناس. فقد كانت عزيزة جلال أول مطربة عربية تضع النظارات الطبية خلال حفلاتها الحية والمسجلة نظرا لضعف بصرها وقد قامت عزيزة جلال بعملية جراحية لعينيها بالولايات المتحدة تكللت بالنجاح في بداية الثمانينات.
سنة 1985 وبينما كان الموسيقار محمد عبد الوهاب يعد لها لحناً خاصاً، اختارت عزيزة جلال الأمومة واعتزلت في قمة المجد والشهرة وفاجأت الأوساط الفنية بقرار اعتزالها وزواجها من رجل أعمال خليجي، تفرغت بعدها لأسرتها، ورفضت عروضاً مادية مغرية للعودة للغناء، كما رفضت عروضاً سينمائية في بداية مشوارها في القاهرة. الآن عزيزة جلال تعيش حياة هادئة وسعيدة مع أسرتها الصغيرة. وكانت الفنانة عزيزة جلال من بين أولى المطربات المعتزلات بعد مسار فني متألق وأداء أغان ناجحة أعادتها في ما بعد العديد من الفنانات مثل: فلة، نيللي مقدسي، نانسي عجرم، أسماء المنور، آمال عبد القادر، مريم بلمير، فدوى المالكي.
ضجَّت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر عودة الفنانة المغربية، عزيزة جلال، إلى الغناء مرة أخرى، بعد اعتزالٍ دام ما يقارب 34 عاماً من خلال حفلةٍ في المملكة العربية السعودية، ضمن فعاليات مهرجان شتاء طنطورة. كانت الفنانة عزيزة جلال في ذروة نجاحها وشهرتها عندما أعلنت اعتزالها، إذْ كانت قد بدأت التعاون مع كبار الملحنين وكانت أغانيها قد حققت شهرة عربية واسعة، مما خلق حالة من التعجب، رافقت قرار اعتزلها وهي في القمة؛ إذْ إن كثيرين من النقاد، تنبؤوا، آنذاك، بأن عزيزة جلال ستكون امتداداً لعمالقة الطرب كأم كلثوم وأسمهان، خاصةً بعد أن انتشرَ خبر تعاونها مع الفنان محمد عبد الوهاب.
" حبي لدولة الإمارات كبير، تجمعني بها حالة عشق خاصة "
عاد صوت عزيزة جلال عاد بعدما عتقته السنين وزاده انتظارنا لمعاناً وشجناً.. عزيزة التي اختفت فجأة كحلم جميل ثم عاد صوتها معتذراً عن غيابه، يحمل هداياه مع أغنية إماراتية تصالح بها جمهورها عن انقطاعها عنه، ويعدنا بالشجن الذي افتقدناه، وهو يحتفظ بعطر الطرب بيننا وبين صاحبة الحنجرة الذهبية.
في الغياب كانت عزيزة جلال حاضرة، فقد منحتنا صوتها وأغنيتها والأغاني العذبة لا تغيب، وفي البعد كان صوتها قريباً، فقد احتفظ لها الجمهور بحب وتقدير بالغين.
في المغرب نبع ذلك الصوت حيث تشرب أصول المقامات ورائحة مكناس ومراكش المشبعة بالفن. وفي الإمارات وجدت نفسها تتغنى بروائع الشعراء فتركت بصمة كبيرة عبر أعمالها التي كانت ولا تزال تغنى. ولأغنية �غزيلا فلة� وقع كبير لدى جمهورها في الإمارات والخليج، وها هي تعود لجمهورها الإماراتي عبر ألبوم وأغنية �مرحباني� كلمات الشاعرة العالية وألحان الإماراتي علي كانو. �الرؤية� التقت النجمة عزيزة جلال في حوار اجراته معها : ناهد حمود نشرت في 28 يونيو 2021م قالت:
كان انطلاقي في حياتي الفنية في دولة الإمارات. وفيها قدمت أعمالاً فنية إماراتية مثل أغنية �غزيلا فلة�، �سيدي يا سيد سادات�، �هزني هوا الشوق� وكلها أغنيات لقيت نجاحاً في الإمارات والخليج والوطن العربي، وتغنى بها مطربون كثر. وعاشت هذه الأغنيات معي في بداياتي الفنية.
عند اعتزالي وعند عودتي، وما زلت أتغنى بها وهي موجودة على الساحة ومطلوبة. وعودتي بأغنية إماراتية هي امتداد لحياتي الفنية قبل الاعتزال.
وقد كانت هنالك عدة اقتراحات ونصوص موجودة، وهنالك ألبوم أيضاً. أما �مرحباني� فهي أغنية مفردة من كلمات الشاعرة الإماراتية العالية، والتي أعتز بشعرها لأنها تصور المرأة بصور واقعية، في كل حالاتها: المتمردة، القوية، الضعيفة، المنكسرة الحزينة المحبة. وتمنيت أن أغني شيئاً من شعرها والحمد لله جاءت أغنية �مرحباني� لتكون البداية لتعامل أكثر في المرحلة المقبلة.
وأنا أعود بهذه الأغنية للجمهور الإماراتي، لتكون جسراً جيداً للتواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.. وأنا متفائلة باسم الأغنية �مرحباني�، فهي كلمة جميلة تدل على الترحيب والمحبة.
وهو أول تعاون مع الملحن الكبير علي كانو، صاحب الأعمال المعروفة على مستوى العالم العربي والخليج
حبي لدولة الإمارات كبير، حيث تجمعني بها حالة عشق خاصة، لأنها تعتبر مرحلة كبيرة مهمة في نجاحي الفني. أحب الإمارات وأحب شعبها وعودتي لها وعودتي للغناء بعد الاعتزال منها أمر طبيعي)
من أغنيها المشهورة
كلمات اغنية مستنياك عزيزة جلال
كلمات أغنية " مستنياك "
حبيبي مهما سافرت
ومهما بعدت و مهما غبت
يا روحي عني قريب مني
مهما طالت رحلتك مستنياك
قلبي معاك يا حبيبي ف غربتك
مستنياك يا روحي بشوق كل العشاق
مستنياك تعبت تعبت من الاشواق
مستنياك و انا ديبه يا عيني م الفراق
حبيبي حبيبي
للدرجة ديه تغيب عليا
و تهون عليك دمعة عنيا و يهون هواك
خايفة القاسية تاخد شوية
حبيبي تعالى تعالى تعالى
بر الأمان بيناديك
ترسي عليه ترتاح شوية
حبيبي تعالي تعالي تعالي
لقلوب هنا بتحس بيك
و بتوهبك العمر كل
أنا بسأل النجوم كل ليلة عليك
و بكتب كل يوم غنوة شوق بتناديك
و بحلفك تجيني يا حبيبي و تناديني
و ساعتها هتلاقيني ف لحظة بين اديك
و كفاية
طولت ف بعادك زودت ف عنادك
ما كفاية
الشوق يغنيك يا تجيني يا هجيلك
و تعالى يا غالى تور ليا الليالي
مستنياك يا روحي بشوق كل العشاق
مستنياك و أنا ديبه يا عيني م الفراق
حبيبي حبيبي
كلمات أول اغنية غنتها المطربة عزيزة جلال خارج المملكة المغربية الامارات العربية المتحدة
يا شوق
وان كان لي في العمر مرزوق
بصوم لله عقب الفرا
الحان: جابر
جاسم






مدينة مكناس المغربي
