مخاوف في بريطانيا من مواجهات بين إسلاميين ويهود

الجمعة - 10 مايو 2024 - الساعة 10:30 ص بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي" متابعات




كشفت التحذيرات التي أطلقها رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لدى استقباله رؤساء الجامعات الخميس عن مخاوف من صدام بين الطلبة الإسلاميين واليهود وما سينتج عنه من تداعيات على تجربة التعايش بين مختلف المجموعات الدينية في البلاد.

ودعا سوناك إلى حماية الطلاب اليهود مما وصفه بالمضايقات والإساءات المعادية للسامية من أقلية صاخبة في الاحتجاجات داخل الجامعات.

وفيما تبدو المشكلة في الظاهر هي الخوف من استهداف الأفراد اليهود، لكن ما تخشاه بريطانيا هو أن تأتي مرحلة أخطر وأوسع وهي استهداف المسلمين بالتزامن مع صعود اليمين ودور ما يجري في الشرق الأوسط وحرب غزة في تغذية الخلافات والاستنفار الديني.

وإذا كانت الاحتجاجات الطلابية في أميركا قد أخرجت الاختلافات الدينية والثقافية إلى العلن، وهو أمر متوقع بالنسبة إلى الولايات المتحدة لكونها مترامية الأطراف وبلد مهجر يتقبل الاختلافات كما هي، فإن الوضع في بريطانيا مختلف.

ويفترض أن الجاليات في بريطانيا تسعى للاندماج بشخصية بريطانية منفتحة تحافظ على التنوع من دون انفلات يهدد التماسك الاجتماعي، ولأجل ذلك تسمح السلطات بالاحتجاجات والمظاهرات دون تخطي الخطوط الحمراء.

لكن لا يعرف إلى أيّ حد ستنجح بريطانيا في منع خروج نموذجها الاجتماعي إلى الصدام بين مكوناته في ظل وجود كيانات وجماعات طلابية قد عملت لعقود على دعم انعزال المسلمين وانغلاقهم وزيادة منسوب كراهية الآخر. واستفادت المجموعات، التي تمثل أسماء مختلفة لجماعة الإخوان المسلمين، من التسامح والتساهل في بريطانيا، لكنها الآن يمكن أن تقود إلى الانقسام والصدام.



وقال المتحدث باسم سوناك إنه دعا رؤساء بعض من أشهر الجامعات البريطانية إلى مقر الحكومة في داونينغ ستريت وأخبرهم أنه يتعين عليهم اتباع نهج عدم التسامح مطلقا مع حوادث معاداة السامية وأيّ شكل آخر من أشكال التمييز.

وهناك حوالي عشرة مخيمات طلابية في الجامعات البريطانية للاحتجاج على الحرب. وحذر اتحاد الطلاب اليهود، الذي يمثل الطلاب اليهود في بريطانيا، في الأسبوع الماضي من أن هذه المخيمات تخلق “أجواء معادية ومسمومة”.

وأعلن سوناك في مارس عن خطط لمعالجة ما وصفه بالنشاط المتطرف في بريطانيا، لكن بعض السياسيين في حزبه حذروه من استغلال القضية في محاولة للحصول على مكاسب سياسية.

وقال المتحدث للصحافيين بعد الاجتماع إن رئيس الوزراء “دعا الجامعات إلى أن تظل معاقل للتسامح حيث يجري النقاش مع الآخرين باحترام ويشعر كل طالب فيها بالأمان”.
ومضى المتحدث قائلا إن سوناك حضر إلى جانب وزراء التعليم والأمن والمجتمعات المحلية في النقاش الذي أُثيرت فيه مخاوف بشأن تسلل “محرضين من غير الطلاب” إلى الحرم الجامعي.

واعتبر ممثلو الجالية اليهودية البريطانية الذين حضروا الاجتماع أنه “بنّاء”.

وقال غاي دابي جوري من اتحاد الطلاب اليهود إن جميع القادة “يدركون أن هناك مشكلة حقيقية تتعلق بمعاداة السامية في الحرم الجامعي واجهها الطلاب اليهود في الأشهر السبعة الماضية”. وأضاف “نأمل أن تتحمل الجامعات مسؤوليتها بجدية أكبر”.

وصرحت وزيرة التعليم البريطانية جيليان كيغان بأنه يوجد خوف من أن الجامعات في المملكة المتحدة سوف تصبح أمكنة غير آمنة للطلاب وللعاملين مثلما هو الحال في الولايات المتحدة.

وقالت كيغان لقناة سكاي نيوز قبل اجتماع سوناك بممثلي الجامعات “لا نريد أن تصبح الجامعات بيئة غير آمنة للطلاب أو العاملين، ولا نريد أن نمضي في نفس الطريق الذي ترونه في أماكن أخرى مثل الولايات المتحدة”.

وفي العام الماضي سجل “صندوق أمن المجتمع”، وهو مؤسسة خيرية تقدم المشورة لليهود البريطانيين حول الموضوعات الأمنية، 182 حادثة من حوادث معاداة السامية كان الضحايا أو مرتكبو الحوادث فيها طلابا أو أكاديميين، أو وقعت بمشاركة اتحادات طلابية.

وقالت مجموعة “تِل ماما”، التي تراقب حوادث رهاب الإسلام وتدعم الضحايا، إنها رصدت أيضا زيادة في الحوادث ضد المسلمين في الجامعات.

وأقام الطلاب في بعض الجامعات البريطانية مخيمات صغيرة احتجاجا على سلوك إسرائيل في حربها ضد حركة حماس، لكنها لم تبلغ نفس الحجم الذي وصلت إليه الاضطرابات في بعض الجامعات الأميركية.

وتتناقض الاحتجاجات في بريطانيا مع المشاهد الصادمة في الجامعات الأميركية على مدى الأسبوعين الماضيين حين استخدمت شرطة مكافحة الشغب الهراوات وقنابل الصوت لتفريق المئات من المتظاهرين واعتقالهم. ولم يكن هناك وجود واضح للشرطة في احتجاج جامعة أكسفورد.

وقالت روزي ولسون (19 عاما) الطالبة في جامعة أكسفورد إنه من خلال تنظيم احتجاجات طلابية مماثلة لما يحدث في الجامعات الأميركية “نظهر قوة موحدة نكون فيها متحدين معهم، متحدين مع غزة ومتحدين مع هذه الحركة في جميع أنحاء العالم”.

وقال متحدث باسم الجامعة إن الإدارة كانت على علم بالمظاهرة. وأضاف “نحترم حق طلابنا وموظفينا في حرية التعبير في شكل احتجاجات سلمية. نطلب من كل من يشارك أن يفعل ذلك باحترام وتمدن وتفهّم… لا يوجد مكان للتعصب في جامعة أكسفورد”.










المصدر:العرب


متعلقات