خطأ عن خطأ يفرق كثيرا.. ( صور )

الخميس - 09 مايو 2024 - الساعة 09:44 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن " عدن سيتي " محمد العولقي





خطأ عن خطأ يفرق كثيرا..
لم يكن العملاق مانويل نوير..الأخطبوط الذي لا يسمح لأي مهاجم أن يتنفس أمامه أول حارس ألماني يخطئ خطأ كارثيا في تلقف كرة عادية في مباراة مصيرية الخطأ فيها تدفع ثمنه عدا و نقدا..بل إن حراسا كبارا من أبناء جلدته سبقوه إلى اقتراف نفس الخطأ..
أوليفر كان..
كان ملك منتخب ألمانيا في كأس العالم عام 2002 .. قاد منتخبا متواضعا إلى النهائي.. بفضل براعته و جسارته و روعة تصدياته المستحيلة..لكن الملك خلع تاجه بيديه في النهائي أمام البرازيل.. تسديدة عادية من ريفالدو أخطأ كان في السيطرة عليها..فوضعها على طبق من ذهب أمام الهداف الظاهرة رونالدو الذي هز شباكه..فكان هذا الخطأ الذي لا يغتفر سببا في تتويج البرازيل ببطولة كأس العالم..
هارلد شوماخر.. الحارس المجازف و الجزار الذي لا يرحم.. تألق كثيرا في مونديال المكسيك 1986..قاوم الرطوبة العالية..و المناخ الحار..وحده من أبقى المانيا في البطولة..لكنه تخلى عن كل مكاسبه في النهائي أمام الأرجنتين.. أخطأ مرة أمام كرة عرضية لم يحسن الإمساك بها فسقطت على رأس المدافع براون الذي هز الشباك بسهولة..
ثم أخطأ مرة ثانية في هدف الفوز الذي أحرزه البارع خورخي بورتشاجا من تمريرة مارادونا الذهبية.. تباطأ في الخروج من مرماه..إلى أن سمح لبورتشاجا أن يضعها من تحت قدميه..و خسرت ألمانيا اللقب بفضل أخطاء شوماخر..
جلس مانويل نوير مستندا إلى الجدار يحدق في اللا شيء..أورثته اللحظة كآبة المنظر.. أخفض رأسه قليلا..ثم حدق إلى قفازيه..قبل أن يدفن رأسه بين كفيه هامسا بأنين موجع:
يا إلهي ماذا فعلت..؟
كان بايرن ميونيخ في سانتياغو برنابيو قريبا جدا من إقصاء ريال مدريد..تقدم بهدف كالومضة من لاعبه ألفونسو ديفيز..و على بعد دقيقتين من النهاية..كان الألمان قد سيجوا دفاعا حديديا مكهربا..لم يكن أحد بمن فيهم مانويل نوير نفسه يشك في أن هذا الخط الفولاذي سيتصدع.. لكن حدث بعد ذلك ما لم يكن في الحسبان..
انسل البرازيلي فينيسيوس جونيور من الجهة اليمنى..عرج قليلا إلى العمق..ثم أطلق تسديدة عادية جدا..حيث يقف نوير.. فجأة و بلا سبب..أخطأ نوير في ترويضها..هربت منه..ذهبت إلى آخر من كان يتوقع أن يهز الشباك..البديل.. رجل الطوارئ خوسيلو..وضعها دون عناء في الشباك..و أنهار كل شيء في رمشة عين..معلنا الحجز عن الفرح..
ليت مانويل نوير يجيد لغة الضاد..لوجد أن رب السيف و القلم الشاعر محمود سامي البارودي.. اختزل مأساته مع هدف ريال مدريد في بيت شعري بديع و حكيم :
فما كل محلول العريكة خائب
و لا كل محبوك التريكة ظافر

محمد العولقي

متعلقات