الأحد-19 مايو - 07:34 م-مدينة عدن

حماس تفهم إشارات الغضب المصرية والقطرية وتوافق على شروط الهدنة

الثلاثاء - 07 مايو 2024 - الساعة 11:20 ص بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي" متابعات





أعلنت حركة حماس بشكل مفاجئ قبول المقترح المصري والقطري بشأن التهدئة، الذي يشمل وقفا مؤقتا للمعارك، بالرغم من تصريحات سابقة للحركة ترفض بشكل قاطع أي تهدئة لا تفضي إلى وقف دائم للحرب وانسحاب إسرائيل إلى ما قبل السابع من أكتوبر، في وقت فاجأ فيه موقف حماس إسرائيل التي وصفته بالخدعة نافية التوصل إلى اتفاق.

وعزا مراقبون هذا التغيير المفاجئ في موقف حماس إلى أن الحركة قد فهمت أن إشارات الغضب المصرية والقطرية جدية هذه المرة، وأنه لا القاهرة ولا الدوحة ستقبلان بالأسلوب المناور لحماس في التعامل مع الوساطة ما أحرج القيادتين المصرية والقطرية لدى الولايات المتحدة.

وقالت حماس إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ قطر ومصر موافقة الحركة على مقترح البلدين الوسيطين بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأضافت الحركة، في بيان نشرته على موقعها، أن “هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهما موافقة حركة حماس على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار”.

واتصل هنية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لإعلامهما بقرار الحركة. وجاء تغيير موقف حماس بعد اتهامات مصرية مباشرة للحركة بإفشال المفاوضات من خلال قصف معبر كرم أبوسالم.


ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية الاثنين عن مسؤول كبير، لم تسمه، قوله إن قصف حركة حماس لمنطقة كرم أبوسالم تسبب في تعثر مفاوضات الهدنة.

ويخفي الاتهام، الذي لم يصدر من جهة رسمية، انزعاجا مصريا من الحركة التي لم تتعامل بإيجابية مع المبادرة المصرية الهادفة إلى إقناع إسرائيل وحماس بوجوب التوصل إلى هدنة بأربعين يوما يتم خلالها إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وزيادة المساعدات لفائدة المدنيين.

ومصر لا تهتم فقط بنجاح وساطتها، رغم ما يتضمنه ذلك من اعتراف بوزنها في الملف الفلسطيني، وإنما الأهم بالنسبة إلى القاهرة هو قطع الطريق أمام اجتياح إسرائيلي لرفح في ظل توقّع أن ذلك سيدفع عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى دخول الأراضي المصرية، وهو التحدي الذي تتجنبه مصر خوفا من أن يتحول وجودهم من مؤقت إلى دائم، وأن يتم توطينهم في سيناء كما سبق أن كشفت عن ذلك خطة إسرائيلية في بداية الحرب.
وتعرف حماس أن غضب المصريين يمكن أن يقطع على قادة الحركة طريق التنقل مِنْ وإلى القاهرة وغزة لإجراء النقاشات مع قيادة الداخل بشأن المفاوضات. ومثلت القاهرة متنفسا دبلوماسيا لحماس التي بات قادتها يتنقلون منها وإليها بسلاسة تحت مظلة المفاوضات.

وينطبق الأمر نفسه على العلاقة مع الدوحة، حيث بلغ غضب القطريين على حماس حد التلويح بطرد الحركة من الأراضي القطرية ووقف الوساطة بسبب ما راج من رفض قادة الحركة الاستجابة لتدخلات قطرية بشأن القبول بالهدنة المطروحة.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن الوسطاء القطريين أجروا الأحد والاثنين اجتماعا مع قادة حماس تناول مسألة الهدنة.

وباتت حماس تتعمد إرباك قطر وإظهارها في موقف العاجز الذي لا حول له ولا قوة. وترفض الحركة محاولات من الدوحة لدفعها إلى التجاوب مع مقترحات التهدئة، وخاصة المقترح الأخير الذي وصف بـ”السخي جدا”، قبل أن تضطر إلى القبول به لمنع هجوم رفح.

وكانت قطر تعتقد أن دور الوسيط سيحميها من غضب إسرائيل واللوبي الداعم لها في الولايات المتحدة، لكن هذا لم يتحقق وباتت الدوحة تتعرض لانتقادات حادة وأحيانا لتلويح بالعقوبات بسبب ما يعتبره أنصار إسرائيل، من شخصيات أميركية نافذة، دعما لحماس وتقوية لدورها، وفي الوقت نفسه عجزا عن الضغط على الحركة لإطلاق المحتجزين الإسرائيليين والكف عن العرقلة المتواصلة لمفاوضات التهدئة.

وقال خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، لقناة الجزيرة إن مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه الحركة هو اتفاق من ثلاث مراحل، مدة كل منها 42 يوما.

وأضاف الحية أن المرحلة الثانية من الاتفاق تنص على انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وأن الوسطاء المصريين قالوا إنهم سيضمنون ألا تستأنف الحرب في غزة، وأن لا قيود في الاتفاق على عودة النازحين إلى جميع مناطق غزة.

واعتبر أن الكرة في ملعب الإسرائيليين، مشيرا إلى أن الاتفاق يرضي جميع الأطراف. لكن إسرائيل نفت التوصل إلى اتفاق.

وقال مسؤول إسرائيلي إن المقترح الذي أعلنت حماس موافقتها عليه هو نسخة “مخففة” من اقتراح مصري يتضمن استنتاجات “بعيدة المدى” لا يمكن لإسرائيل قبولها.

وذكر المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن “هذه خدعة على ما يبدو تهدف إلى جعل إسرائيل تبدو وكأنها الجانب الذي يرفض الاتفاق”.

ومن جانبه قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن بلاده تدرس كل إجابة وكل رد فعل بشكل جدي في ما يتعلق بالمفاوضات وإعادة الرهائن.

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، لصحافيين إن واشنطن ستبحث رد حماس على مقترح لوقف إطلاق النار مع حلفاء في الشرق الأوسط خلال الساعات المقبلة.









المصدر:تايمزعربي

متعلقات