الأحد-19 مايو - 04:29 ص-مدينة عدن

حتى أنت يا جيرونا.. هكذا حال برشلونة بعد رحيل قائده و ملهمه ليونيل ميسي..

الإثنين - 06 مايو 2024 - الساعة 06:21 ص بتوقيت العاصمة عدن

اسبانيا " عدن سيتي " محمد العولقي




حتى أنت يا جيرونا..؟!
هكذا حال برشلونة بعد رحيل قائده و ملهمه ليونيل ميسي.. بات يشبه يوليوس قيصر و هو يترنح و يتخبط مضرجا بدمائه قبل أن يجهز عليه صديقه الحميم بروتس..
لم يكن يخطر على بال أكثر المتشائمين أن يرى برشلونة و هو يترنح و يتخبط أمام جاره الكاتالوني الصغير جيرونا و يجهز عليه بأربع طعنات قاتلة.. ثم يقدم الليغا على طبق من فضة لريال مدريد..
رحيل ليونيل ميسي أفقد برشلونة جبروته الذي تهابه كل فرق الليغا..لم يستوعب البرشلونيون بعد أن حقبة ليونيل ميسي انتهت.. فجاءت الحلول مزيجا من التخبط و الترنح..كما أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالنادي الكبير قفزت تداعياتها من أروقة الإدارة إلى غرفة ملابس الفريق..
في برشلونة وجوه ممتقعة و قلوب منقبضة و ملامح داكنة..الفريق الذي يغفو بين ضوع عشاقه يترنح..الفريق الذي يشرب من نهر دموع محبيه يتهاوى..موسم صفري كبيس..هربت الدماء من الوجه الكاتالوني..نكسوا علمه..تعفن جرحه..تحولت المشاعر إلى نزيف..نزيف نفسي ليس له حدود..
برشلونة اليوم..غير برشلونة الأمس..برشلونة اليوم صدى يتقطع لذكريات لم يفق منها عشاقه بعد..
رحلت السنوات السمان..تسربت من بين ضفتي التاريخ كما يتسرب الماء من بين الأصابع..
جاءت السنوات العجاف..ضريبة كل فريق يمر بمرحلة بياض و تغيير جلد.. البرشا اليوم يلعق جراحه وحيدا..يأكل آلامه كما يأكل المهند غمده.. الجلطات في حضرته أحرف من نار و جمر..و حريق الكلمات يلتهم كل شيء بلا رحمة..
دموع عشاقه أنبتت نزيفا..و النزيف يرش الجلطات بموال حزين..أبدا ليس هذا برشلونة الذي نعرفه..ليس برشلونة صاحب الأوركسترا المتفردة..ليس السلم الموسيقي الذي يتمايل مع تيكي تاكا زمان الوصل..
برشلونة لم يذق علقم هذا العذاب من قبل..لم يعش على خط الموت الزؤام مرات و مرات..لا أحد يعرفه..و لا أحد يثق في وميضه الباهت و برقه الواهن..
الكل يريد برشلونة حيا يا خوان لابورتا..يريدون الفريق الذي يعرفونه..
الكل لا يريد لهذا النزيف أن يمتد من الرأس الإداري إلى تجميد الأقدام في الملاعب..
صاعقة جيرونا.. هذا الفريق المغمور ضربت برشلونة مرتين و برباعيتين من رباعيات الخيام هذا الموسم الكبيس..
صرخ كل برشلوني عاشق من قعر المعاناة.. و هو يشاهد برشلونة يترنح بلا حول و لا قوة.. هاتفا بلسان يوليوس قيصر و هو يحتضر:
حتى أنت يا جيرونا..

محمد العولقي

متعلقات