إعدام خمسة شبان في دير الغصون

الأحد - 05 مايو 2024 - الساعة 12:30 م بتوقيت العاصمة عدن

"عدن سيتي" متابعات



اغتالت قوات الاحتلال، أمس، خمسة شبان خلال عملية عسكرية شنتها في بلدة دير الغصون شمال طولكرم ووصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بأنها كانت الأعنف والأشد تعقيداً في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، واستمرت نحو 15 ساعة متواصلة، واستهدفت خلية مسلحة تابعة لكتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة حماس تدعي سلطات الاحتلال أنها ضالعة في هجوم مسلح قرب مفترق بيت ليد شرق طولكرم في الثاني عشر من تشرين الثاني الماضي أدت إلى مقتل مستوطن مجند في قوات الاحتياط الإسرائيلية.
وأبلغ مصدر أمني "الأيام"، أن قوات الاحتلال احتجزت جثامين الشهداء تامر فقها، علاء شريتح، عدنان سمارة، آسال بشير، فيما تمكنت طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر من انتشال جثمان خامس مقطوع الرأس من تحت ركام المنزل الذي حاصرته قوات الاحتلال في دير الغصون في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، في عملية عسكرية استمرت لمدة 15 ساعة خاض خلالها المحاصرون داخل المنزل اشتباكاً مسلحاً يُعتبر الأطول والأعنف من نوعه مع القوات المحاصرة.

وفي التفاصيل، روى شهود عيان لـ "الأيام"، أن قوات إسرائيلية خاصة من وحدات "المستعربين" المتخصصة بالاغتيالات ترافقها وحدة كوماندوز تابعة لجهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك"، حاصرت قبل انتصاف الليلة قبل الماضية منزلاً تحصن بداخله مقاومون من "كتائب القسام" خاضوا اشتباكاً عنيفاً مع القوات المحاصرة، ما دفع جيش الاحتلال إلى إرسال قوات كبيرة إلى بلدة دير الغصون معززة بعشرات الآليات العسكرية وعدة جرافات وبلدوزرات على وقع الاشتباكات المسلحة.
وقصفت قوات الاحتلال المنزل المحاصر بعشرات الصواريخ المحمولة من نوع "أنيرجا" و"ماتادور"، وبالتوازي مع ذلك كانت الجرافات والبلدوزرات تهدم أجزاء منه حتى دمرته بشكل كامل.
ووفق الشهود، فإن الاشتباكات المسلحة مع الخلية المحاصرة استمرت حتى بعد قصف المنزل المستهدف وتدميره من قبل الجرافات، وبعد نحو 15 ساعة خرج شابان من تحت الركام بادرت قوات الاحتلال إلى إعدامهما على الفور، فيما انتشلت جرافة للاحتلال جثماناً مجهول الهوية من تحت الأنقاض.

وقال مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر أحمد جبريل، إنه تم إبلاغ مركز الإسعاف في طولكرم بوجود جثمان شهيد ملقى على الأرض في موقع العملية، إلا أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى الموقع.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو متداولة تُسمع فيها أصوات إطلاق نار كثيف، ومشهد لجرافة وهي تُخرج جثماناً من تحت الأنقاض وتلقي به على الأرض، وآخر لشابين خرجا من تحت الأنقاض أعدمتهما قوات الاحتلال على الفور، فيما تداولت مواقع أخرى مقطع فيديو لجثمان شهيد أطلق عليه جنود الاحتلال الرصاص الكثيف وقنابل دخانية، إلى جانب مشهد لشاب اعتقلته قوات الاحتلال بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح.
وفور انسحاب قوات الاحتلال من البلدة، توجه المواطنون وطواقم الإسعاف والدفاع المدني إلى المنزل المدمر، وشرعوا بإزالة الأنقاض والبحث عن مصابين أو شهداء محتملين تحت الركام.

واعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر سلمة بشير بدران وهو صاحب المنزل المستهدف والواقع في الحي الشرقي من البلدة والمكون من طابقين ويعود لعائلة المواطن بشير بدران المتوفى منذ سنوات، ويسكنهما نجلاه، وهو والد الشهيد فواز بدران الذي استشهد عام 2001، وذلك بعد خروجه من تحت الركام، وقامت بتقييده، وإخضاعه للتحقيق والاستجواب الميداني.
وأكد مواطنون من البلدة، أن قوات الاحتلال وبعد اشتداد الاشتباكات المسلحة، أعلنت عن فرض حظر التجول على البلدة، بالتزامن مع بدء تدمير المنزل بواسطة الجرافات وقصفه بالصواريخ المحمولة، والقيام بأعمال البحث والتمشيط في محيطه برفقة الكلاب البوليسية، وسط إطلاق الرصاص بكثافة.
وفي روايات الشهود، فإن جرافات الاحتلال شرعت بهدم المنزل المستهدف بعد أربع ساعات من فرض الحصار المشدد عليه، وتجريف أسواره الخارجية، وبعض الطرق في محيطه، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي في محيط المكان، في عملية جرفت خلالها الأرض ودمرت جدران المنازل المجاورة للمنزل المحاصر، ودمرت عدداً من مركبات المواطنين، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

ونعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة طولكرم عبر مكبرات الصوت في المساجد شهداء دير الغصون، وأعلنت الإضراب الشامل اليوم الأحد حداداً على أرواحهم.
من جانبها، قالت القناة الإسرائيلية "12"، إن الجيش أطلق صواريخ محمولة على المنزل المحاصر وقضى على عدد من المتحصنين بداخله، فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية قولها، إن المستهدفين نفذوا عملية بيت ليد التي أعلنت "كتائب القسام" مسؤوليتها عنها.










المصدر؛ الأيام

متعلقات