صور : قلعة صيرة التاريخية..حمت المدينة لقرون.. فمن من يحميها الٱن ؟؟ !!

الأحد - 13 فبراير 2022 - الساعة 09:21 ص بتوقيت العاصمة عدن

تقرير : عدن _ عدن سيتي _ محمد النجار

وكأنك تخطو إلى عالم آخر
حين تعبر طريق "الدرج المموج" وسط الجبل، وتبلغ آخره فتجد هذا المعلم الأثري المهيب يظهر أمامك..
قلعة صيرة التاريخية هي لغز أثري لم يتم الكشف عن جميع أسراره حتى الآن فحتى تاريخ بنائها مختلف فيه بين المؤرخين، هناك من ذكر ان تاريخ بنائها يعود إلى عام الف ومئة وثلاثة وسبعين(1173 ميلادية)، حيث امر ببنائها حاكم الدولة الايوبية على عدن عثمان الزانغابيلي التكريتي واتخدها حصناً منيعاً للدفاع عن مدينة عدن، بينما فريق آخر رجح أن عثمان الزانغابيلي جدد بناء القلعة فقط،وأن القلعة بنيت قبل الإسلام مستدلين بعدة نقوش تعود إلى ماقبل الإسلام تذكر اسم قلعة صيرة ودورها الدفاعي عن المدينة، وقد ثم العثور على تلك النقوش في أبين وشبوة والضالع وثم عرض بعضها في القسم العدني بالمتحف العسكري بصنعاء.

قد يختلف المؤرخون عن تحديد تاريخ دقيق لبناء قلعة صيرة، لكنهم أجمعوا أن القلعة أستطاعت أن تصمد في وجه الغزاه لقرون لاحقه، فموقع مدينة عدن ومينائها القديم في صيرة كان محل أطماع كل من سمع عنها، فلم تستطع جميع أساطيل الغزاة من احتلالها، فقد قاوم أبناء مدينة عدن بأسلحتهم المتواضعه كل حملات الغزاة، والتي كان آخرها الحملة البريطانية بقيادة الكابتن هانس والتي تمكن خلالها من احتلال المدينة في 19 يناير 1839م.

تقع القلعة أعلى قمة جبل جزيرة صيرة، وهو جبل بركاني يطلق عليه جبل صيرة ويحيط به الماء من كل الاتجاهات، إلا من طريق تم شقه إلى الجزيرة ابان الاحتلال البريطاني لعدن بهدف ربط الجزيرة مع مدينة عدن القديمة"كريتر".

تتكون القلعة من طابقين و برجيين أسطوانيين متساويين في الارتفاع، يقع وسطهما مدخل القلعة الرئيسي الواقع في الجهه الغربية، كما يوجد في جدران القلعة فتحات صغيرة تتسع من داخل القلعة و تضيق من خارجها، وهي تسمح للجندي بالتصويب على العدو بكل اريحيه وتوفر له الحماية بنفس الوقت، ولضمان دخول الهواء وأشعة الشمس إلى داخل القلعة عمد مهندسوها لعمل فتحات دائريه في سقف الطابق الأول والثاني، كما يوجد أعلى القلعة قواعد لثلاثة مدافع أحدهما تم وضعه بأتجاه المدينة والآخران بأتجاه البحر، والعجيب في الأمر أن جدران القلعة وسقوفها بنيت من الاحجار وخلطة البوميس والتي تعد أقوى من خلطة الأسمنت بعشرات المرات.

طبعاً ماتراه الآن من قلعة صيرة هو ما سلم من نيران مدافع اسطول قوات جيش الاحتلال البريطاني الذي غزى المدينة من اتجاه البحر، واول مافكر به هو دك برج القلعه الرئيسي والتحصينات التي تحيط بها وهو ما أستطاع تحقيقه فعلاً، بينما استطاع مبنى القلعة الحالي من الصمود ، بل ذهب به الأمر إلى أخذ مدافع القلعة المنتشرة حولها وصهرها وتحويلها لعملات نقدية، بينما أخذ أكبر تلك المدافع واهداها لملكة بريطانيا آنذاك الملكة فكتوريا والتي قامت بعرضه في عاصمة مملكتها لندن كرمز للانتصار على عدن، حيث لايزال المدفع معروضاً للزوار حتى الآن.

زيارة المكان تكفي للإشارة على امتلاك عدن كنز تاريخي وسياحي عظيم، هذا الكنز عانى ولا يزال من الإهمال الحكومي لعقود طويلة، فقد بدأت جدران وسقف إحدى الغرف بالتشقق، وثناثرت بعض أحجار القلعة وظلت القلعة تنتظر الترميم دون جدوى او مجيب.

بعد حرب الفان وخمسة عشر تعرضت القلعة لإغلاق إجباري بهدف تأمين قصر المعاشيق، و أعيد افتتاحها امام الزوار نهاية عام 2019 بعد اربعة اعوم من الإغلاق، و بعد عقود من النسيان، ثم أخيراً أنتشال مدفعين من مدافع القلعة من قاع بحر صيرة وثم عمل الصيانة لهم وتسليمهم لهيئة المتاحف والآثار والتي ستقوم بعرضهم بميناء السياح بالتواهي، ولا تزال القلعة تنتظر مزيداً من الإهتمام من قبل الجهات المختصة، والتي تعد أحد أبرز المعالم التاريخية التي لا تذكر عدن بدونها.مخ

متعلقات