الاستاذ "عبدالله البردوني" بكل شهرته ومكانته العظيمة عربيا وعالميا ,,كان يمشي في الشارع ومعه زوجته فقط,,
الأربعاء - 20 مارس 2024 - الساعة 12:19 ص بتوقيت العاصمة عدن
صنعاء " عدن سيتي " انور بن حسينون
بعد الوحدة,,سكن والدي في منزل قرب الأمن السياسي في صنعاء,,كنا نجلس ونخزن في صندقة تتبع الحراسة التابعين للامن المركزي من ابناء الشمال الاعزاء,,كان البعض من بني حشيش وعزيز الشاب العالي الأخلاق من ريمه,,كانوا جميعهم بصراحة قمة في الاخلاق والشهامة الأصيلة,,,كنت انا واخوي طارق وابن خالي خالد السقاف,بعد الظهر مدكين في الصندقة حقهم يوميا قبل حتى عودتهم مع الوالد من الشغل,,,
في ذيك الايام كان اعظم رجل من رجال اليمن يمر شبه يومي من جنبنا,,كنا يوميا نقوم ونسلم عليه,,أول مرة شفناه استغربنا ان الاستاذ عبدالله البردوني (رحمة الله تغشاه) بكل شهرته ومكانته المحلية والعربية و العالمية لا توجد عنده تلك الهيلمة والشبرقة البراقة تتبعه,,كان يمشي ومعه زوجته فقط,,
في هذه اللقاءات القصيرة لم نلاحظ الا رجل سمعنا عنه ونعرفه بتاريخه الذي سكب فيه الزمن أروع شجون حياته واغلى فكره من حلوات القصائد الثورية وعناقيد مشحونة بسلسلة من أجمل الكلمات التي غطتها دموع الرثاء على محبوبته الفاتنة صنعاء,,التي عرفنا جمالها هذا منه,,حين قال حلوة معشوقها(السل والجرب),,
كنا ننتظر مروره يوميا,,لم نعرف ان التي تمشي معه واحدة من أعظم نساء اليمن,,بكل ما تحمله الكلمة من معنى,,
كم انت محظوظ استاذي(عبدالله البردوني),,رغم فقدانك البصر لكن الله سخر لك,,امرأة صالحة,,لن ينساها التاريخ ابدا,,ولن انساها انا,,وكل من عرفها عبر مكانتها بجانبه,,
الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته,,انا لله وانا اليه راجعون,,