حديث الشجون .. سلطان "عمان، والهوى" .. وأغنية.."يامن هواه أعزه، وأذلني"
الثلاثاء - 07 مارس 2023 - الساعة 06:15 ص بتوقيت العاصمة عدن
عدن _ "عدن سيتي": فهد البشيري
حديث الشجون .. سلطان "عمان، والهوى" .. وأغنية.."يامن هواه أعزه، وأذلني"
* القصيدة المغناة " يا من هواه وأعزه وأذلني " *
* الهوى وأبعاده المعرفية والنفسية*
الذّل في مفهومه العام: سرعة الانقياد والخضوع، وعندما نقول: عاش في ذل، فالمقصود مهانة العيش، واذلال الرجل: ارذاله.
هذا ما نعرفه اما ذل الهوى، ومذلته، فهو ذل من نوع أخر معناه انقياد الى من تحب رغما عن انفك بلا اعتراض حتى أنك لا تنطق ببنت شفة، ذل الهوى جاء في قصيدة مشهورة قليل جدا من الناس يعرف صاحب هذه القصيدة خصوصا البيت الذي يقول:
“يامن هواه أعزه وأذلّني
كيف السبيل الى وصالك دلّني”
هذا البيت نال قسطاً وافرا من الشهرة عند أبناء الخليج العربي واليمن ، والعرب
السؤال الذي يطرح نفسه: من هو صاحب هذا البيت، الشهير؟ اليس من الأجدر أن نعرف قائله إذ لا شك أنه لم يظهر الا من قلب شاعر محب مدنف ذله الهوى وأذله وحرم دمه وأحله، بيت قلب مكلوم وفكر مهموم والحقيقة أن من أجمل قصائد الغزل ما قالته السلاطين والملوك والأمراء، أليس يقال أن الشعر بدأ بملك وانتهى بملك، بدأ بامرئ القيس وانتهى بأبي فراس الحمداني؟
، فصاحب هذا البيت هو السلطان العماني الإمام سعيد بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي سلطان عمان وما تبعها من ولايات كثيرة، رحمه الله تعالى، وهو جد سلاطين سلطنة عمان وترجع أصول هذه الأسرة الكريمة الفاضلة الى وصفة سدير في إقليم نجد، وقد هاجروا منها عام 1774ميلادي كما أنه الجد الأكبر لجلالة السلطان قابوس
وأصل القصيدة بلا تحريف كالتالي:
“يامن هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل الى وصالك دلني
وتركتني حيران صبا هائما
أرعى النجوم وأنت في عيش هني
عاهدتني أن لا تميل مع الهوى
أين الزمان وأين ماعاهدتني
واصلتني حتى ملكت حشاشتي
وجعت من بعد الوصال هجرتني
جار الزمن وأنت ما واصلتني
يا باخلا بالوصل أنت قتلتني
لما ملكت قياد أسري بالهوى
وعلمت أني عاشق لك خنتني
ولأقعدن على الطريق واشتكي
زي مظلوم وأنت ظلمتني
ولأدعون عليك في غسق الدجى
يبليك ربي مثل ما عذبتني”
وربما كانت الأبيات أكثر مما ذكرته ولا شك أن
سلطان الهوى لا يفرق بين كائن وأخر، ألا ترى هارون الرشيد وقد ملك الدنيا بأسرها يقول:
“ملك الثلاث الأنسات عناني
وحللن من قلبي بكل مكان
مالي تطاوعني البرية كلها
وأطيعهن وهن في عصياني
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى
وبه قوين عزه من سلطاني”
وهذا بشار بن برد وهو الضرير لم يرحمه سلطان الهوى وذله حتى قال متوسلا:
“لم يطل ليلي ولكن لم أنم
ونفى عني الكرى طيف ألم
روحي ياعبد عني واعلمي
أنني ياعبد من لحم ودم
فاذا قلت لها جودي لنا
خرجت بالصمت عن لا ونعم
أن في البرد جسما ناحلا
لو توكأت عليه لا نهدم”.
روي أن عبدالملك بن قريب الأصمعي مر في صحراء وعثر على حجر مكتوب عليها:
“أيا معشر العشاق بالله خبروا
إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع؟”
فكتب الأصمعي تحته:
“يداري هواه ثم يكتم سره
ويخضع في كل الأمور ويخشع”
فذهب الأصمعي ثم عاد فوجد تحت بيته مكتوب:
“وكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كل يوم قلبه يتقطع؟”
فكتب الأصمعي جواب البيت:
“إن لم يجد صبرا كتمان سره
فليس شيئا سوى الموت ينفع”
ثم ذهب الأصمعي وعاد من الغد الى المكان نفسه فإذا ب فتى ميت مصفر وجههتتو بالتراب وقد كتب:
“سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامي الى من كان للوصل يمنع.
هنيئا لأرباب النعيم نعيمهم
وللعاشق المسكين ما يتجرع”.
فهد البشيري الحالمي