تحليل: مشهد سيئون اليوم ليس كأي يوم

الإثنين - 29 ديسمبر 2025 - الساعة 12:08 ص بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات



مشهد سيئون اليوم ليس كأي يوم
ثابت حسين صالح*
من جديد، ولكن بصورة مذهلة، تحتشد جماهير مدينة سيئون بشكل لم يسبق له مثيل، سواء من حيث حجم المشاركة أو من حيث توقيتها ورسائلها القوية الواضحة.
حيث تداعى اليوم حضارم الوادي والصحراء والهضبة وبشكل عفوي وعلى عجل إلى مدينة سيئون التاريخية العظيمة لتبهر العالم بقدرتها على الحشد الضخم وجاهزيتها الدائمة للتعبير عن موقفها الجنوبي الذي لم ولن يتزحزج قيد أنملة عن الركب الحضرمي الجنوبي الاصيل.
الحشد السيئوني يؤكد من جديد أن الجنوب قضية مصير لكل أبنائه من اقاصي المهرة شرقا وحتى باب المندب غربا، ومن سقطرى جنوبا وحتى بيحان والحد والضالع شمالا.
الجنوب قضية لا تقبل المساومة أو التسويف ، لأنها قضية حق ووطن لشعب الجنوب جيلا بعد جيل.
رسالة سيئون واضحة أن مطلب وهدف استعادة الدولة الجنوبية والاعلان عنها اليوم قبل الغد وإعادة بنائها هي قضية سيئون والمكلا وكل حضرموت وبقية محافظات الجنوب.
المشهد في سيئون اليوم رهيب وجبار يقول للعالم كله إن إرادة الشعوب لا تقهر وإن آخر الليل الطويل الحالك الظلام فجر ناصع لا محالة.
المشهد اليوم في سيئون يختصر الرسالة بكلمات قليلة بالغة الدلالة والاهمية: الجنوب وطن يسكن في قلوبنا، الجنوب يجمعنا، الجنوب هدفنا والانتقالي يمثلنا.
سيئون تقول بوضوح من أرض الأنبياء صالح وهود: وحدتنا الجنوبية هي مصدر قوتنا، وهويتنا الجنوبية العربية فخرنا، وحضارات الاحقاف وحمير واوسان مجدنا، وشهدائنا الذين دافعوا عن الجنوب هم مثلنا الأعلى.
بدت سيئون اليوم ترسم مشهدا جنوبيا اكثر تماسكا وقويا وراسخ البنيان لجنوب حر أمن ومستقر ومزدهر.
فطوبى لهذا الشعب الجبار الذي سيعيد بناء دولته على أسس الحكم الرشيد لتشكل رافدا قويا لأمن واستقرار منطقة شبه الجزيرة العربية.
آن الأوان لاشقائنا في شبه الجزيرة العربية وعلى راسهم المملكة العربية السعودية وكل العرب وفي طليعتهم مصر أن تقول كلمتها لدعم الحق الجنوبي الشرعي والقانوني والإنساني في دولته المستقلة وعاصمتها عدن.
وطوبى لمن قال نعم لحرية وسيادة واستقلال الجنوب العربي.
اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد
*باحث ومحلل سياسي وعسكري

متعلقات