السبت-27 ديسمبر - 09:11 م-مدينة عدن

ضجيج البيانات.. مخططات مشبوهة ورهانات خاسرة لإضعاف الجنوب

السبت - 27 ديسمبر 2025 - الساعة 07:20 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات


في خضم التطورات المتسارعة التي أعقبت بيان المجلس الانتقالي الجنوبي، تصاعدت موجة من البيانات والتعليقات والتصريحات الصادرة عن قوى يمنية تحاول إعادة إنتاج خطاب الوصاية والهيمنة، في مسعى واضح للتشويش على الموقف الجنوبي والضغط عليه سياسيًّا وإعلاميًّا.
غير أن هذه الحملات، على كثافتها وتنوع أدواتها، لم تنجح ولن تنجح في ثني الجنوب عن مساره التحرري الذي تشكّل عبر تضحيات طويلة وإرادة شعبية راسخة.
ما يلفت الانتباه في هذه السلسلة من المواقف هو أنها لا تنطلق من حرص حقيقي على الاستقرار أو على مصالح المدنيين، بقدر ما تعكس قلقًا متزايدًا من وضوح الرؤية الجنوبية وتماسك قرارها السياسي. فكلما اقترب الجنوب من تثبيت معادلاته الوطنية في مساره التحرري نحو استعادة دولته، تصاعدت محاولات الابتزاز السياسي، وتكثفت حملات التخويف التي تسعى إلى إظهاره في موقف الضعف أو العزلة، رغم أن الوقائع على الأرض تشير إلى عكس ذلك تماماً.
الجنوب، بقيادته السياسية، يدرك أن هذه الضغوط ليست منفصلة عن مخططات مشبوهة تحتمي بواجهات خارجية وتسعى إلى تمرير أجندات تتعارض مع أمن الجنوب واستقراره.
فاستدعاء الخارج، أو الاحتماء بمواقف إقليمية أو دولية بصورة انتقائية، لا يمكن النظر إليه بكونه تعبيرًا عن قوة سياسية، بل دليلًا على عجز داخلي عن فرض واقع مقبول شعبيًا. وفي هذا السياق، تبدو محاولات شيطنة الموقف الجنوبي أو تصويره كعامل توتر جزءًا من معركة سياسية هدفها إرباك المشهد لا أكثر.
ورغم ذلك، يواصل الجنوب التعامل مع هذه الحملات بثبات سياسي، رافضا الانجرار إلى حالة من السجال تستهلك الوقت والجهد دون أن تغيّر من جوهر المعادلة. فالمسار التحرري الجنوبي لم يعد رهينة ردود الأفعال، بل يقوم على رؤية واضحة تسعى إلى حماية الأمن، وتعزيز الاستقرار، وصون الحق في تقرير المصير بعيداً عن منطق الإملاءات.
الرسالة الأساسية التي يبعث بها الجنوب اليوم هي أن زمن التراجع تحت الضغط قد انتهى. فحملات الابتزاز، مهما تعددت أشكالها، لن تغيّر من قناعة راسخة بأن الأمن الجنوبي خط أحمر، وأن محاولات النيل منه عبر أدوات سياسية أو إعلامية لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاصطفاف الداخلي. وفي ظل هذا الوعي، يمضي الجنوب قدماً في مساره، واثقاً بأن قوة الموقف لا تُقاس بضجيج الخصوم، بل بصلابة الهدف واستمرارية الفعل.

متعلقات