إشهار مركز عدن للدراسات الاستراتيجية

السبت - 20 ديسمبر 2025 - الساعة 06:09 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات


في صباحٍ جميلٍ من صباحات العاصمة عدن، وعلى وقع زخّاتٍ خفيفة من المطر التي أضفت على أجواءً العاصمة عدن مزيدا من الطمأنينة والأمل، شهدت قاعة فندق المعلا بلازا، يوم السبت 20 ديسمبر 2025م، حدثًا أكاديميًا لافتًا تمثّل في إشهار مركز عدن للدراسات الاستراتيجية (ACSS)، بحضور وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد سعيد الزعوري، ونخبة من الأكاديميين والباحثين والمثقفين والمهتمين بالشأن الفكري والبحثي.

وخلال حفل التدشين، ألقى وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد سعيد الزعوري الكلمة الأولى، عبّر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الوطني، معتبرًا أن إشهار مركز عدن للدراسات الاستراتيجية يمثل استجابة حقيقية لحاجة ملحّة لتعزيز العمل البحثي، وتوفير الدراسات والأبحاث العلمية الرصينة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية.

وأكد الوزير أن تأسيس هذا المركز في العاصمة عدن يشكّل خطوة نوعية نحو ترسيخ المعرفة، ودعم مؤسسات الدولة بالتحليل العلمي والرؤى الاستراتيجية التي تسهم في صناعة القرار، وتعزيز مسارات التنمية، ومواجهة التحديات المركبة التي يمر بها الوطن في هذه المرحلة الدقيقة.

وأضاف أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تنطلق من إيمان راسخ بأن المعرفة هي الأساس المتين لبناء دولة قوية ومستقرة، مشددًا على دعم الوزارة لكل المبادرات التي تهدف إلى الارتقاء بالوعي المجتمعي، وتعزيز ثقافة البحث العلمي، وتحصين المجتمع من الأفكار الهدّامة التي تهدد تماسكه واستقراره. واعتبر أن مركز عدن للدراسات الاستراتيجية ليس مجرد مؤسسة بحثية، بل منصة وطنية لإنتاج المعرفة، وصياغة الرؤى، وإعداد الدراسات التي يحتاجها الوطن اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وفي ختام كلمته، عبّر الوزير عن تقديره للقائمين على المركز، ولكل الخبراء والباحثين الذين أسهموا في تأسيسه ودعمه.

من جانبه، ألقى رئيس مركز عدن للدراسات الاستراتيجية الأستاذ الدكتور عديل الطهيش كلمة افتتاحية، رحّب في مستهلها بالحاضرين، مؤكدًا أن فكرة تأسيس المركز انطلقت من قناعة فكرية ووطنية عميقة مفادها أن الدول لا تُبنى بالقوة وحدها، بل تُبنى بالعقل والمعرفة، وبالقراءة العلمية الدقيقة للواقع، واستشراف المستقبل برؤية منهجية واعية.

وأوضح أن المركز يلتزم بتقديم دراسات وأبحاث علمية معمقة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتنموية، تسهم في فهم التحولات المتسارعة التي يشهدها الوطن والمنطقة، وتقدّم رؤى استراتيجية واضحة تساعد صُنّاع القرار على اتخاذ خيارات قائمة على المعرفة والتحليل العلمي.

وأشار الدكتور الطهيش إلى إدراك المركز لحجم التحديات التي تواجه الوطن، مؤكدًا سعيه لأن يكون منصة جامعة للخبراء والباحثين، وفضاءً مفتوحًا لكل العقول الوطنية والعربية والدولية التي تؤمن بدور البحث العلمي في خدمة الأوطان، وتسعى للإسهام في بناء المستقبل على أسس علمية رصينة.

وأُقيم حفل الإشهار في أجواء أكاديمية راقية، وأدارته الدكتورة مريم العفيف نائب رئيس المركز، التي قدّمت الحفل بحسٍّ علمي رفيع، مؤكدة أهمية الدور الاستراتيجي الذي يُنتظر أن يضطلع به المركز في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الوطن.

وأوضحت أن إشهار مركز عدن للدراسات الاستراتيجية لا يمثل مجرد افتتاح مؤسسة بحثية جديدة، بل إعلان ميلاد فكرة وطنية، ورسالة معرفية، ومسؤولية أخلاقية تجاه الوطن والإنسان.

وقالت إن المركز يسعى ليكون مساحة حرة للفكر، ومنبرًا للبحث الرصين، وجسرًا يصل بين المعرفة وصناعة القرار، في وقت تتعاظم فيه التحديات وتشتد فيه الحاجة إلى الرؤية العميقة والتحليل الموضوعي. وأضافت أن العاصمة عدن، بتاريخها الثقافي والعلمي، تستحق أن تستعيد دورها كمركز للفكر والتنوير، وحاضنة للمبادرات البحثية الجادة.

وأشارت إلى أن المركز يراهن على الإنسان والعقل قبل أي اعتبار آخر، ويؤمن بأن النزاهة العلمية والاستقلالية الفكرية والانفتاح المعرفي تمثل ركائز أساسية لنجاحه، مؤكدة أن أبوابه ستظل مفتوحة لكل الباحثين الجادين، ولكل فكرة صادقة تهدف إلى خدمة الوطن.


واختُتم حفل الإشهار بتقديم عدد من المشاركات البحثية من باحثين أجانب، عكست البعد الدولي للمركز، وأكدت أن مركز عدن للدراسات الاستراتيجية يتطلع منذ لحظة إشهاره إلى أن يكون فاعلًا في المشهد البحثي الإقليمي والدولي، وصوتًا علميًا يسهم في رسم ملامح المستقبل.




متعلقات