الأعصاب منهكة..جرعة الأدرينالين كانت أقوى من أن تحتملها الحواس الخمس

الجمعة - 19 ديسمبر 2025 - الساعة 03:43 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي



ملحمة لوسيل أدرينالين طبيعي جعل الأعصاب تلعب على صفيح ساخن..
إثارة عربية لا تطاق..نهائي عالمي حبس الأنفاس من فرط التقلبات التي أنتجت دراما تتصاعد حبكتها بين شهيق هنا وزفير هناك..
قدم منتخبا المغرب والأردن مباراة أشبه بمعجزة كروية مشبعة بكل توابل الإثارة وبهارات التشويق..
منتخب المغرب صنع الحدث الدرامي بفضل البديل السحري عبد الرزاق حمد الله..ومنتخب الأردن بطل غير متوج خسر اللقب في الأمتار الأخيرة بسبب تلك الجزئيات الصغيرة التي خذلته في وقت كانت الكأس أقرب للنشامى من حبل الوريد..
منتخب المغرب مع طارق السكتيوي سحر خاص.. غموض شفاف..سر مغموس في عالم باذخ يمتد ربيعه كأنه هدية لإمتاع حواسنا..
ألفيت نفسي في بحر لجي من التنهيدات سألت:
لماذا يمتلك المغاربة مصباح علاء الدين السحري دون غيرهم..؟
يممت سؤالي شطر أقدام مغربية زئبقية تداعب الأحلام وتنتجها..
المباراة نظريا لم تبدأ لكنها بالنسبة للاعب أسامة طنان بدأت قبل الموعد..هدف خرافي من منتصف الملعب..يزيد أبو ليلى أساء تقدير الموقف..ظننت الانفجار الصوتي إيقاع مدرجات..كان النشيد الوطني يعزف بينما الكرة في المرمى الأردني..يا لها من بداية..
النشامى احتاجوا إلى الكثير من الوقت لامتصاص الغليان المغربي..أغلبهم لم يستوعب البداية..
وعندما نفض النشامى غبار الصدمة حفروا للمغاربة في الشوط الثاني خندقا مظلما..
شد الأردنيون الأسود إلى أخفض نقطة في البحر الميت.. بدأ وكأن المهاجم علي علوان قد كفن الحلم المغربي وصلى عليه صلاة الجنازة..
هدفان من علوان .. الأول من رأسية بارعة..والثاني من ركلة جزاء صحيحة..
تغيرت استراتيجية طارق السكتيوي.. لجأ إلى الدكة..توالت العرضيات..وبينما كان الشوط الثاني يلفظ أنفاسه الأخيرة جاء هدف التعادل من حمد الله..سوء تقدير..جزئية بسيطة اغتالت الانضباط الدفاعي..
وبين مرتدات أردنية خطيرة رفضها علي علوان مرتين.. ورهان مغربي على الكرات العالية..جاءت اللحظة التي حولت أحلام النشامى إلى سراب..عبد الرزاق حمد الله مرة يستغل سوء تغطية ويسجل الهدف الثالث الذي منح المغاربة بطولة كأس العرب..
شكرا للمغرب..
شكرا للأردن..
ما أروعه من نهائي..!

محمد العولقي

متعلقات