إيران والحوثيون والجماعات الجهادية المرتبطة بهما يتأثرون بسيطرة قوات الانتقالي على حضرموت والمهرة
الأربعاء - 17 ديسمبر 2025 - الساعة 11:39 م بتوقيت العاصمة عدن
تقرير "عدن سيتي" خاص
لا شك أن سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على ما تبقى من محافظات الجنوب تفرض واقعاً جديداً على المشهدين السياسي والأمني، ليس في اليمن فحسب، بل على امتداد المنطقة من الخليج إلى القرن الإفريقي.وإذا ما تم تجاوز البعد السياسي والتركيز على التداعيات الأمنية المباشرة لهذه التطورات، فإن التحرك العسكري الذي قاده المجلس الانتقالي يُتوقع أن يفضي إلى نتائج أمنية إيجابية داخل اليمن وعلى مستوى الإقليم ايضا
أولاً، من شأن انتشار قوات الانتقالي في محافظتي حضرموت والمهرة أن يؤدي إلى تعطيل شبكات إمداد الحوثيين بالأسلحة الإيرانية والمواد المحظورة، والتي كانت تمر عبر خطوط تهريب معروفة تنطلق من محافظة المهرة، مروراً بوادي وصحراء حضرموت، وصولاً إلى نقاط تسليم واستلام في محافظتي الجوف ومأرب.وقد بدا واضحاً أن الحوثيين استشعروا الخطر الذي يهدد خطوط إمدادهم، فشرعوا في حشد قوات إضافية وإرسال تعزيزات مادية إلى الجبهات المقابلة لتمركز القوات الجنوبية على طول خطوط التماس. وفي السياق ذاته، سارعت إيران إلى إدانة وجود قوات المجلس الانتقالي في حضرموت والمهرة، رغم أن هذه الأراضي تقع داخل حدود اليمن الجنوبية ولا تتبع لأي دولة أخرى
ثانياً، من المتوقع أن تنعكس هذه التحولات سلباً أيضاً على فرعي تنظيم القاعدة في اليمن والصومال، حيث شكّل تعاونهما مع جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية شرياناً حيوياً لتزويدهما بالأسلحة، فضلاً عن تحقيق مكاسب مالية من خلال الشراكة في شبكات تهريب وتجارة الممنوعات
وفي ضوء هذه التطورات، يبرز دور الدول المعنية بأمن المنطقة في عدم الرضوخ لسياسات الابتزاز والتهديد التي تمارسها جماعة الحوثي، والعمل بدلاً من ذلك على دعم وتعزيز هذه التحولات الإيجابية في الجنوب، لما لها من أثر مباشر في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والسلم الإقليمي