دراسة: هل البشر مبرمجون بيولوجيا على الزواج الأحادي والوفاء لشريك واحد؟
السبت - 13 ديسمبر 2025 - الساعة 05:26 ص بتوقيت العاصمة عدن
" عدن سيتي " متابعات
لطالما اعتبر بعض الباحثين أن الزواج الأحادي لم يكن طبيعة بشرية، بل فرضته الممارسات الاجتماعية والدينية الحديثة نسبيا، في حين يرى آخرون أن البشر يظهرون ميلا طبيعيا نحو الارتباط الأحادي نتيجة عوامل تطورية، مستقلة إلى حد كبير عن المعتقدات الاجتماعية والدينية. فما الذي تكشفه نتائج دراسة جامعة كامبريدج الحديثة بشأن هذا النقاش وهل البشر يميلون للوفاء لشريك واحد؟
هل البشر أحاديي الزواج؟
هل البشر أحاديي الزواج؟ ©
فهم مبدأ "نسبة الإخوة"
وقد اعتمد العلماء في هذه الدراسة على مقياس "نسبة الإخوة" لتحديد أنماط الزواج لدى أنواع حيوانية عدة، إذ تُعد نسبة الإخوة الذين يشتركون في الأب والأم مؤشرا مباشرا على مدى استقرار العلاقة الزوجية داخل النوع.
فكلما ارتفعت نسبة الإخوة الكاملين، دل ذلك على وجود ارتباط أحادي طويل الأمد بين الأبوين، بينما يشير انتشار الإخوة غير الكاملين إلى تعدد الشركاء أو قِصر مدة العلاقات. ويتيح هذا المقياس للباحثين تقدير طبيعة السلوك التزاوجي حتى من دون مراقبة السلوك نفسه، اعتمادا على البيانات الوراثية المتاحة.
واستخدم فريق العلماء بقيادة مارك دايبل، عالم الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة كامبريدج، نموذجا حسابيا وبيانات وراثية عن الإخوة في مجتمعات بشرية مختلفة عبر التاريخ، إضافة إلى بيانات من أنواع حيوانية أخرى.
إذا، هل نحن ميالون للزواج الأحادي؟
وخلصت الدراسة إلى أن البشر يميلون أكثر إلى الارتباط الأحادي والوفاء لشريك واحد مقارنة بمعظم أقربائنا من الرئيسيات. ومن بين الأنواع التي شملتها الدراسة، وجد العلماء أن البشر احتلوا المرتبة الثانية بنسبة 66%، بعد القنادس التي تصدرت القائمة بنسبة 72%.
الأقل وفاء بين الثدييات
في الطرف الآخر من المقياس، سجلت الدلافين والشمبانزي نسبة وفاء تبلغ 4٪ فقط، بينما جاءت الغوريلا الجبلية بنسبة 6٪، مما يوضح أن الروابط الزوجية المستقرة أكثر شيوعا بين البشر مقارنة بالحيوانات القريبة مثل الشمبانزي والغوريلا، حيث يكون تعدد الشركاء هو القاعدة.
ويعتبر الباحثون أن الوفاء الأحادي كان منذ زمن طويل عاملا رئيسيا في التعاون الاجتماعي الذي ساعد البشر على "السيطرة على كوكب الأرض".
دراسة 94 مجتمعا بشريا مختلفا
وحسب دايبل، تم حساب نسب الوفاء الأحادي للبشر باستخدام بيانات وراثية من مواقع أثرية وبيانات إثنوغرافية من 94 مجتمعا بشريا مختلفا، مشيرا إلى أن ممارسات الزواج والتزاوج تختلف على نطاق واسع.
وقال: "بينما يهتم علماء الأنثروبولوجيا بفهم هذا التنوع، أحيانا يكون من المفيد أن ننظر إلى أنماط الأنواع بشكل عام ونقارن البشر مع باقي الثدييات".
وتدعم هذه النتائج الرأي العلمي القائل بأن الوفاء الأحادي هو النمط السائد للتزاوج بين البشر، وفقا لدايبل.