"عادل الحسني… من مدرسة قادمون يا صنعاء إلى كورس مكثف في بلع الكلمات"

الخميس - 04 ديسمبر 2025 - الساعة 01:15 ص بتوقيت العاصمة عدن

سيئون " عدن سيتي " علي سيقلي






يبدو أن الأخ عادل الحسني كان آخر من يعلم أن التاريخ لا يُكتب بالتغريدات، ولا تُقاس قوة الجيوش بعدد اللايكات، ولا تتقدم الجغرافيا بالمقارنات الفاشلة من نوع: قوات الانتقالي = قادمون يا صنعاء. تشبيه لطيف، لكنه للأسف سقط قبل أن يجفّ الحبر… وسقط معه صاحبه سقوطًا حرًا بدون مظلة.

فالرجل، بكل هدوء أعصاب، خرج علينا قبل أسابيع محاضرًا في علوم الاستحالة السياسية، ومادة "كيف لا يستطيع الانتقالي دخول حضرموت"، وضرب مثالًا بفرقة "قادمون يا صنعاء" الذين لهم أكثر من عشر سنوات يهددون بالدخول، ولو تركتهم البلد لأربعين سنة أخرى سيظلون على بوابة فرضة نهم يلوحون للكاميرا ويعدّلون شعاراتهم في الفوتوشوب.

لكن المشكلة أن سيئون ليست صنعاء، وأن قوات الانتقالي ليست جالسة في مقيل سياسي تنتظر إذن الدخول من عادل الحسني، ولا تكتفي بإلقاء خطابات نارية على تويتر. يوم حانت الساعة، تحركت القوات الجنوبية كما تتحرك الجيوش الحقيقية، لا كما تتحرك اللجان الإلكترونية. وخلال ساعتين فقط، سقطت أسطورة "أبو عوجاء" وأُخرج جيشه، وذابت كل تلك الحكايات التي كان الحسني يعرضها علينا كأنها مسلّمات لا تهتز.

الآن السؤال الذي يحرق الفضول:
ماذا سيقول عادل الحسني اليوم؟

هل سيخرج ويشرح لنا كيف سقطت "الاستحالة" في ظرف ساعتين؟
هل سيحدثنا عن الفرق بين الجيش الذي يقاتل، والجيش الذي ينتظر موسم حسينية ليلطم على الأطلال؟
هل يريد دقيقة صمت على كل نبوءاته السياسية التي تبخرت؟
أم سيكتفي ببلع الكلمات التي كان ينفخها بحماسة، كما يبلع أحدهم حبة بندول بدون ماء؟

والأطرف من كل هذا أن الرجل كان يقدّم نفسه خبيرًا في حضرموت، ومحللًا للميدان، وعارفًا بخفايا المنطقة الأولى وأولاد أبؤ عوجاء وأبناء عمّهم من الدحابشة المتحوثين، لكن المعركة لم تأخذ وقتًا يسمح حتى لمقابلة تلفزيونية أن تنتهي.
ساعتان فقط، أقل من زمن مباراة كرة قدم، وانتهت "الأسطورة" التي بنى عليها الحسني وباتيس ومحلوق الشنب، صرحًا من التحليلات.

الآن، على عادل الحسني أن يخرج ببيان جديد يتعلثم في قراءته:
"كنا نعتقد، وربما، وحيثما، وكيفما. وتبين أننا كنا نبالغ قليلاً".
أو على الأقل يقول:
"القوات الجنوبية ليست قادمون يا صنعاء، ولا هي لسان حال محمد العرب، بل هم رجال جنوبيون من صنف مختلف، وجينات حميرية، مشبعون بالرجولة، جاءوا ودخلوا وانتهوا من المهمة قبل أن ينتهي الموفجة من تسجيل التحذير".

باختصار شديد اللهجة، قوات الانتقالي لم تدخل حضرموت على الطريقة الحوثية: شهر تهديد، شهرين تلويح، ثلاثة أشهر تضبيط لافتات.
دخلت ودحرت وحسمت، قبل أن يفرغ الحسني من تشبيهاته.

أما نحن فسننتظر تعليقه القادم، لأنه بصراحة، نحب نرى كيف يشرح الهزيمة بلغة "الخبراء".

علي سيقلي

متعلقات