العليمي يمنح بن حبريش غطاءً سياسياً ببيان هادئ… والمراقبون يحذرون من عواقب الصمت
الثلاثاء - 02 ديسمبر 2025 - الساعة 09:22 م بتوقيت العاصمة عدن
حضرموت "عدن سيتي"حيدرة الكازمي
أثار التصريح الذي أدلى به رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، عقب الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع محافظ حضرموت الجديد ورئيس اللجنة الأمنية، سالم الخنبشي، موجة استياء واسعة، بعد تجاهله الكامل لإدانة التمرد المسلح على مؤسسات الدولة الذي يقوده الشيخ عمرو بن حبريش، وسيطرته بالقوة على الشركات النفطية في حضرموت.
وخلال الاتصال مع محافظ حضرموت اكتفى العليمي بالحديث عن “احتواء التوتر” و“تغليب الحكمة” و“تسوية الخلافات البينية”، في خطاب بدا ، بحسب مراقبين ، وكأنه محاولة لتصوير تمرد بن حبريش المسلح على الدولة باعتباره “خلافًا محليًا”، رغم أن الوقائع على الأرض تشير إلى مواجهة واضحة بين الدولة ومجاميع قبلية مسلحة خارجة عن القانون استولت بالقوة على أهم منشآت النفط.
ويرى محللون أن تصريحات العليمي تمثل تراجعًا لافتًا عن مواقفه السابقة التي كان فيها يهاجم بشدة أي اعتداء على مؤسسات الدولة في باقي المحافظات، بينما تجاهل هذه المرة وصف ما جرى بأنه تمرد مسلح، وتجنب الإشارة إلى ضرورة استعادة الشركات النفطية تحت سلطة الدولة، رغم صدور أوامر قبض قهرية بحق بن حبريش وإدانة واضحة من اللجنة الأمنية والمنطقة العسكرية الثانية لما قام به من أعمال تخريبية.
ويشير مراقبون إلى أن العليمي تحدث عن “توحيد الصف” و“حماية السكينة العامة” دون ذكر تمرد بن حبريش على سلطة المحافظ السابق مبخوت بن ماضي، أو تمرده الحالي على المحافظ الجديد سالم الخنبشي، ولا حتى عن تحركاته الأخيرة التي وصفتها الأجهزة الأمنية بأنها اعتداء مباشر على الدولة ومؤسساتها.
ويرى محللون أن تصريح العليمي جاء بمثابة “إشارة سياسية مقلقة”، إذ منح ”بشكل غير مباشر“ غطاءً للمتمردين، وقدم لهم رواية يمكن استغلالها لتبرير السيطرة على الموارد النفطية، في وقت تنتظر فيه حضرموت موقفًا حاسمًا يعيد هيبة الدولة ويضع حدًا للمجاميع المسلحة التي تتعامل مع ثروات البلاد كغنيمة خارج القانون.
ويحذر مراقبون من أن هذا الصمت ”المقنع بلغة دبلوماسية“ قد يفاقم الأزمة، ويضع السلطات المحلية والأمنية في حضرموت أمام تحديات أكبر، ما لم تتخذ رئاسة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة موقفًا واضحًا وصريحًا يتناسب مع خطورة ما يجري على الأرض.