الثلاثاء-02 ديسمبر - 02:01 ص-مدينة عدن

استقلال اليمن الجنوبي.. حدثٌ وطني فارق يفرض قراءة ناقدة ومسؤولة

الثلاثاء - 02 ديسمبر 2025 - الساعة 12:47 ص بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" د.ياسين سعيد نعمان/متابعان




هلت علينا الذكرى الـ58 للاستقلال والجلاء، وإعلان قيام دولة جمهورية اليمن الجنوبية (الديمقراطية) الشعبية.

لا يمكن استيعاب القيمة الحقيقية لهذا الحدث الهام إلا بصلته بتوحيد اليمن الجنوبي، وقيام دولة تمتد من المهرة شرقًا حتى باب المندب غربًا. وهذا يعني أن النضال من أجل الاستقلال كان عملية تاريخية مركبة ومعقدة، وقد اختلفت في بعدها الوطني ومحتواها السياسي والاجتماعي عن الاستقلال التقليدي بالمفهوم الذي عرفته البلدان المحتلة في تلك الأيام في أكثر من قارة. وهو ما يسجله التاريخ السياسي للاستعمار كحالة تفرد بها اليمن الجنوبي من وحي ما استقر في سردية الثورة من حقائق ربطت بين الهدف السياسي ومضمون اجتماعي لصالح الطبقات الفقيرة، وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة تنهي حالة التخلف الاقتصادي والثقافي والأمية والثارات واضطهاد المرأة وغيرها من مظاهر التخلف التي كانت تعم معظم أنحاء الجنوب.

واجه الاستقلال، والدولة التي أعقبته، كثيرًا من التحديات كان أهمها على الإطلاق:
1- توحيد التكوينات السياسية في دولة واحدة بميراث سياسي واجتماعي وثقافي مليء بالتناقضات والاختلافات والتفاوت.
2- الانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية، وهي عملية أخذت تنتج كثيرًا من التحديات أمام الدولة الوطنية.
3- ربط القرار السياسي بمضمون اجتماعي استهدف تحرير الإنسان من الفقر والجهل والمرض.
4- التمسك بالهدف الوطني المتمثل في تحقيق وحدة اليمن، والعمل من أجلها باعتبارها الغاية التي يستهدفها الدفاع عن الثورة، وتحقيق الخطط الاقتصادية، وتغيير الواقع الاجتماعي المتخلف ليغدو الحامل القوي لعملية الانتقال إلى طور أكثر سموًّا من الحياة يسمح لليمن أن يسير في طريق التقدم والازدهار.

اليوم يحتفل اليمنيون بهذه الذكرى المجيدة والتي يتصدرها خطابان: مُرحّب لا يرى الأخطاء، وساخط لا يرى إلا الأخطاء.

لا يجب أن يبقى الاستقلال رهين هذين المحبسين. فهذا الحدث الوطني الكبير يجب على كل من يتناوله أن يكون بمستوى عظمته، أي أن يتحلى بصفة الناقد الذي يستطيع أن يرى الإيجابيات والأخطاء، ويقيّم كلًا منهما بدوافع لا تمت بصلة إلى التعصب مهما كان شكله أو لونه، حبًا كان أم كراهية. بهذه الروح فقط نستطيع أن نرى الحقيقة التي تحتاجها الأجيال لتأخذ من التاريخ العبر.

استقلال مجيد، وكل عام وأنتم بخير.


المصدر صحيفة الثوري

متعلقات