تقرير ثوري: 1967… سنة السقوط الأخير للمستعمر ونهوض الجنوب المنتصر

الجمعة - 28 نوفمبر 2025 - الساعة 09:48 م بتوقيت العاصمة عدن

تقرير "عدن سيتي" خاص

لم يكن عام 1967 عامًا عابرًا في تاريخ الجنوب اليمني، بل هو العام الذي بلغ فيه غضب الشعب ذروته، وانفجرت فيه إرادة التحرير في كل مدينة وقرية، حتى سقطت آخر قلاع الاحتلال البريطاني تحت ضربات الفدائيين وعزيمة الجماهير.
إنه العام الذي تحوّل فيه الجنوب من وطنٍ مُستباح إلى وطنٍ يُقاتل، ومن شعبٍ مكلوم إلى شعبٍ يُصمم على انتزاع حريته مهما كان الثمن.

من فبراير حتى نوفمبر، تحوّل الجنوب إلى كتلة ثورية مشتعلة، تزلزل المستعمر وتكسر هيبته:

15 فبراير: الشارع يشتعل… عدن تنتفض

خرجت الجماهير تحمل رمز الشهيد عبود وكأنها تحمل القضية كلها. الهتافات، الغضب، العَلَم، كلها صارت رسائل مباشرة للمستعمر:
"الجنوب لن يخضع… والشعب لن يركع."

2–3 إبريل: الإضراب يعمّ والرصاص يرد

الإضراب العام يشل عدن، والفدائيون يضربون في الشيخ عثمان، في عمليات جريئة أربكت قيادة القوات البريطانية وأثبتت أن الثورة دخلت مرحلة اللاعودة.

يونيو الناري: كريتر تتحرر والضالع تنهض

20 يونيو… يوم سارت فيه الفدائية في شوارع كريتر بلا خوف، لتتحول المدينة إلى منطقة محررة لمدة أسبوعين.
21 يونيو… الضالع تُفتح للثوار على وقع آلاف الأقدام التي تزحف خلف علي عنتر، ليبدأ انهيار الإمارات والسلطنات المتحالفة مع الاحتلال.

أغسطس وسبتمبر: سقوط المشيخات وصوت الثورة يعلو

المفلحي تسقط بيد الجماهير، وإذاعة المكلا تنطلق لتصبح لسان حال شعب يقاوم ويستعد للمرحلة الأخيرة من المعركة.

نوفمبر: شهر الانتصار العظيم

الجيش الاتحادي ينحاز للثورة، وبريطانيا تُرغم على إعلان استعدادها للانسحاب.
وفد الجبهة القومية يدخل جنيف بثقة المنتصر، ويوقع اتفاقية الاستقلال.
26–29 نوفمبر… الجنود البريطانيون يغادرون.. واحدًا تلو الآخر.
30 نوفمبر… يوم ارتفع فيه علم الجنوب فوق عدن، إعلانًا لرحيل الغزاة وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بقيادة قحطان الشعبي.

هذا العام لم يكن مجرد أحداث، بل كان ولادة وطن وصيحة شعب، وعودة الجنوب إلى ذاته وهويته وإرادته.
إنه العام الذي كُتبت فيه الحرية بالدم، وختمته الجماهير بعبارة خالدة:
30 نوفمبر… يوم انتصر الجنوب.