الثلاثاء-04 نوفمبر - 06:07 م-مدينة عدن

"الشيوعي الصغير" زهران ممداني.. مسلم يصنع التاريخ في نيويورك

الثلاثاء - 04 نوفمبر 2025 - الساعة 01:16 م بتوقيت العاصمة عدن

" عدن سيتي " متابعات



في غمرة الفرحة بالفوز ببطاقة الترشيح من الحزب الديمقراطي في 25 يونيو/حزيران الماضي، متقدما على أندرو كومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك، قال المرشح الديمقراطي الشاب زهران ممداني متوجها لأنصاره "اليوم دخلنا التاريخ.. فزنا لأن أهالي نيويورك دافعو عن مدينة يمكنهم تحمل تكلفة العيش فيها. مدينة يمكنهم فيها القيام بأكثر من مجرد الكفاح من أجل تأمين حاجاتهم".

ولكي تصبح تكلفة العيش بنيويورك في متناول أوسع قاعدة ممكنة من سكان المدينة تعهد ممداني (34 عاما)، الذي يسكن في شقة لا يزيد إيجارها الشهري على 2300 دولار، بتجميد زيادات الإيجارات لمليون شقة منتظمة الإيجار في المدينة، وتوسيع الخدمات العامة مثل النقل المجاني وتوفير رعاية شاملة ومجانية للأطفال.
كما وعد ممداني، الذي لا يمتلك سيارة ويستعمل وسائل النقل العام، ناخبيه بإنشاء متاجر بلدية لبيع السلع بأسعار الجملة، وبرفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولارا في الساعة بحلول 2030، ولتمويل هذه المقترحات يقترح فرض ضرائب إضافية على الشركات وأصحاب الدخل العالي الذي يفوق مليون دولار سنويا.

شيوعي أم اشتراكي؟
ويثير خطاب ممداني بعض المخاوف في أوساط رجال المال والأعمال بشأن تفعيل برنامجه السياسي، وخاصة في جانب التمويل. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت سابق، إن حملة ممداني تُشكل تهديدا خطرا لنيويورك، وعبر عن رفضه محاولة انتخابه وهدد بحجب التمويل الفدرالي عن المدينة إذا فاز.
ومع بدء العد التنازلي لاختيار عمدة جديد للمدينة، غير الرئيس ترامب نسبيا لهجته اتجاه ممداني، وقال "يبدو أنه سيفوز.. هذه ثورة. هذه أيضا ثورة على المرشحين السيّئين"، وأضاف أنه مستعد للتواصل معه في حال فوزه نهائيا بالاقتراع.

ويعكس ذلك التصريح تحولا جذريا في موقف الرئيس ترامب الذي وصف ممداني في ذروة الحملة الانتخابية بأنه "شيوعي صغير" يريد تدمير نيويورك، وتعهد بأن "أميركا لن تكون شيوعية أبدا بأي شكل من الأشكال بما فيها مدينة نيويورك".

وعلى غرار ترامب، يواصل كثير من المعارضين الآخرين وصف ممداني بأنه شيوعي، لكن المعني بالأمر لا يفوت أيّ فرصة ليُعرّف نفسه بأنه شيء مختلف تماما عن ذلك وأنه اشتراكي ديمقراطي.

ووفق هذا التصور، فهو يعتقد أن على الحكومة أن تؤدّي دورا في الحد من التفاوت الاقتصادي بين سكان المدينة، دون أن يدعو إلى إقامة نظام شيوعي تكون فيه الملكية مشتركة.

وبذلك يعطي ممداني دفعة قوية للتيار الاشتراكي داخل الحزب الديمقراطي الذي يعيش حالة مخاض بعد الإخفاق الكبير في رئاسيات وتشريعيات عام 2024، ويحظى ممداني بدعم شخصيات بارزة من ذلك التيار، أهمها بيرني ساندرز وألكساندريا أوكاسيو-كورتيز اللذان انخرطا بشكل كبير في حملته الانتخابية.

وفي توصيف توفيقي بين التصورين الشيوعي والاشتراكي، يرى روبرت وولف، وهو عضو بارز في تسيير شؤون مدينة نيويورك وأحد أهم جامعي التبرعات للحزب الديمقراطي، أن زهران رأسمالي تقدمي.

وقال وولف في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز، إن ممداني يدرك أهمية ازدهار القطاع الخاص في نيويورك ويسعى لإيجاد سبل لاستخدام الحكومة بالشكل الأمثل في أمور تُعزز المساواة وتُساعد الفئات المهمشة.

ساسة تقليديون ومليارديرات
وعندما قرر ممداني في أكتوبر/تشرين الأول 2024 دخول السباق نحو رئاسة بلدية نيويورك، شكل ذلك مفاجأة بالنسبة لنخبة الحزب الديمقراطي التي تعاقب عدد من وجوهها التقليديين على إدارة المدينة منهم بيل دي بلازيو (2014-2021) ومايكل بلومبيرغ (2002-2013).

وجاء ترشيح ممداني تتويجا لعدة سنوات من تمثيل منطقة كوينز في المجلس التشريعي لنيويورك ولم يتردد في تحدي أسماء تقليدية في الحزب الديمقراطي واستطاع تدريجيا أن يحول حملته الانتخابية إلى استنفار لقواعد واسعة من الناخبين الذين بدؤوا يضيقون ذرعا بالنخبة المهيمنة في الحزب بسبب تورطها في قضايا فساد كثيرة.

متعلقات