دييغو مارادونا: الأسطورة التي خرجت من قلب الفقر (تركيز على النشأة والصراع)
                        
                        
                              
                            الخميس - 30 أكتوبر 2025 - الساعة  11:17 م بتوقيت العاصمة عدن 
                        
                        
                        
                             عدن سيتي _متابعات
                            
                           
                        
						  
                          
كان دييغو أرماندو مارادونا أكثر من مجرّد لاعب كرة قدم؛ كان ظاهرةً إنسانية خرجت من قلب الفقر، من الأزقّة الضيّقة لحي "فيّوريتو" في بوينس آيرس، تحمل في قدميها معجزات، وفي قلبها نارًا لا تنطفئ. لم يعرف طريق الرفاهية يومًا، بل عرف طريق الصراع منذ طفولته؛ صراع من أجل البقاء، من أجل عائلة فقيرة لم يكن فيها الخبز دائمًا متاحًا، لكن كان فيها الشرف حاضرًا دائمًا.
مارادونا لم يكن ملاكًا، ولم يدّع القداسة. أخطأ كما يخطئ البشر، وسقط كما يسقط الرجال، لكنه في كل مرة كان يعود واقفًا، يواجه العالم كما يُقاتل الجندي الأخير في ساحة معركة غير متكافئة. أحب الكرة كما لم يحبها أحد، وعاش لأجلها كما يعيش العاشق لامرأة لا يستطيع الخلاص منها. كان يلعب بروحه قبل جسده، يقاتل حتى الرمق الأخير، ويبكي إذا خسر لأن قلبه كان أصدق من كل خطابات الرياضة والسياسة.
لم ينحز مارادونا للأقوياء يومًا، بل اختار الفقراء والمظلومين. أحب البسطاء لأنّه واحدٌ منهم، وبقي وفيًا لهم حتى آخر نفس. لم يكن سياسيًا، ولكنه كان صوتًا يزعج العروش. لم يكن قديسًا، لكنه ملك قلوب الملايين. لم يكن مثاليًا، لكنه كان صادقًا… وصدق المشاعر يكفي ليخلد الإنسان في ذاكرة البشر.
مارادونا ليس مجرد تاريخ كروي؛ إنه حكاية رجل عاش بطريقته، أحب حتى الوجع، وسقط ثم نهض، وخسر لكنه لم يستسلم. لذلك سيظل اسمه خالدًا، ليس لأنه سجل هدف القرن، بل لأنه ترك أثرًا في الحياة لا تمحوه السنين.
رحل الجسد… لكن الأسطورة باقية.
هذا هو دييغو… رجلٌ يشبه الحقيقة أكثر من الأساطير.
#البوكاوي 
#مارادونيات