الثلاثاء-28 أكتوبر - 11:53 م-مدينة عدن

جاحدون..قلوبكم كما الصخر جلمود..لا نفس لوامة تذكرت..ولا النفس الطماعة افتكرت.

الثلاثاء - 28 أكتوبر 2025 - الساعة 09:30 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي


جاحدون..ضمائركم كأنها دببة هاربة من برودة سجن سيبيريا..لا مشاعر لكم.. الأنانية طابعكم.. وشعار نفسي نفسي طبعكم..
جاحدون..النفاق يغطيكم..الرياء يسيل من لعابكم.. التلون يسري في دمائكم.. والمصالح تنخر عظامكم..
جاحدون..صنع لكم شهرة.. تقطعت حباله الصوتية وهي تئن من حمولة عشقه لكم..تقطعت أنفاسه وهو يلف ملاعب الوطن شمالا وجنوبا..شرقا وغربا (كعب داير).. كأنه ذلك السندباد الذي يركض خلف عنوان تصنعه أقدامكم..
جاحدون..قضى حياته في خدمتكم معلقا.. مذيعا مفوها..مقدما بارعا..صوتا شجيا يأخذكم كل مساء الى حيث مداح القمر..
جاحدون..نصف قرن يركض أكثر مما تركضون..يعزف أنغاما لا تعرف التقاعد..عشقته الأذن قبل العين..مات تائها.. وكأنه ظل يبحث عن ربيع الحكمة الفائض..ثم اكتشف بعد رحيل العمر أنه كان يطارد خيط دخان..
جاحدون..حتى التأبين درجات ومنازل لا يحدده عطاء أو تاريخ أو نجاح أو إبداع..لكن يحدده النفاق الاجتماعي..الترف القبلي..والتلون الحربائي..
حتى عندما مات..سار في جنازته قلة من المخلصين الأوفياء..لا أحد أحيا أربعينيته أو سنويته..لا وزارة..ولا اتحاد..ولا مكتب..ولا ناد..ولا لاعبين..
المعلق الإذاعي الرياضي الأستاذ محمد يسلم البرعي..ما أكثر الأحباب حوله عندما كان معلقا يملأ صوته الأثير..وعند النائبات تفرقوا من حوله كما تفرقت أيدي سبأ..
البرعي..مبدع بسيط..لا يستند على ظهر قبيلة تشطح على عباد الله..ولا ينتمي لأي حزب سياسي يرقص على جثة وطن..
البرعي..رمز الطبقة المسحوقة..مرت ذكراه السنوية صامتة كيوم رحيله..لا أحد تذكره أو ترحم عليه..
بخلاء.. لاعبون..مسؤولون..قياديون..نقابة.. اجتماعيون.. بخلكم فاق الجاحظ مرات ومرات..
لروحك السلام يا برعي..تبا لمن لا يفهمون معنى الوفاء..

محمد العولقي

متعلقات