كنا نعيش في الأنفاق ليلنا ونهارنا، ولا نرى الشمس والدنيا إلا قليلاً

الأحد - 26 أكتوبر 2025 - الساعة 12:17 ص بتوقيت العاصمة عدن

غزة " عدن سيتي " متابعات : عبدالحكيم كعيبة






كنا نعيش في الأنفاق ليلنا ونهارنا، ولا نرى الشمس والدنيا إلا قليلاً، وكما أخبرتكم سابقاً: الأنفاق ليست فنادق، ولا حتى بيوت الأنفاق كالقبور، ولكنه الدين والواجب ورضى الله الذي يهون في سبيله كل شيء، والجنة التي لا تُدرك بالنعيم في الدنيا، بل لا بد من هجر الراحة وامتطاء أسنة التعب لبلوغ الغاية.

أصيب أحد الإخوة في الأنفاق أثناء الحفر والترميم، فذهبت لأطمئن عليه في وقت متأخر من الليل، فزرته وواسيته، ثم وأنا عائد في ممر النفق إلى العقدة القتالية رأيتُ أحد قيادات المجاهدين يصلي في ممر النفق قيام الليل، فصليت معه، فكان يقرأ الفاتحة بصوت خاشع ثم تلا بعض آيات القرآن، ثم دعا وأنا أؤمن على دعائه، وهذا الرجل من أكثر الرجال صرامة وحزماً، لكن مقام التهجد مقام تذلل وخضوع بين يدي الله، فسمعته يدعو وحفظت دعاءه، قال: يا ربِّ من أجل الأحجار والأطيار والأشجار، يا رب من أجل الحفاظ والقُرَّاء والعلماء، يا ربَّ من أجل المحاريب والمآذن والمساجد، يا رب من لهذه الترسانة إلا أنت يا رب لا تخيب رجاءنا، يا رب أمرتنا بالإعداد فأعددنا، وأمرتنا بالثبات فثبتنا، يا رب سدد رمينا واحفظ من تبقى من رجالنا يا رب حملتني كثيراً فخفف عني، لا تكاد تغيب هذه الكلمات عن بالي والله!!.

أصحاب التهجد والانكسار بين يدي الله هم الذين يفتح الله عليهم، وهم أهل المقامات العالية المحمودة، وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا [الإسراء: 79].

تحت راية الطوفان، صفحة 330
للكاتب الشـ.ـهيد محمد زكي حمد قائد نخبة القـ.ـسـ.ـام في بيت حانون

متعلقات