"أسوأ يوم لمشاة البحرية منذ الحرب العالمية".. عندما ابتسم الانتحاري وسقط الجيش الأمريكي في بيروت
الجمعة - 24 أكتوبر 2025 - الساعة 02:00 ص بتوقيت العاصمة عدن
عدن سيتي _متابعات
تحل ذكرى تفجير مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت هذا العام، على خلفية توتر بين إسرائيل و"حزب الله" وتحذير أمريكي من تصرف إسرائيلي إذا استمر تردد بيروت في نزع سلاح الحزب.
قوات أمريكية وفرنسية وبريطانية تمركزت في العاصمة اللبنانية صيف عام 1983، عقب الغزو الإسرائيلي للبنان وما تلاه من مجازر وأعمال عنف دامية. وكانت القوات الأمريكية هي الأكبر، إذ بلغ قوامها 800 جندي من مشاة البحرية. وقد اعتبرت عدة أطراف لبنانية، بما في ذلك جماعات دينية، هذا التواجد الأجنبي بمثابة قوات احتلال.
تفجير مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت:
في صباح 23 أكتوبر عام 1983، قاد انتحاري شاحنة من طراز "مرسيدس بنز" صفراء اللون، محملة بأطنان من المتفجرات، ودارت الشاحنة عدة مرات في منطقة مطار بيروت الدولي حيث مباني مشاة البحرية الأمريكية. وبعد أن اخترقت البوابة الرئيسية، لم يتمكن الحراس الأمريكيون من إطلاق النار إلا بعد فوات الأوان.
انفجرت الشاحنة بعد ثوان، مدمرة مبنى القوات الأمريكية بالكامل، وأسفر الانفجار الهائل عن مقتل 241 جنديًا أمريكيا، بينهم 220 من مشاة البحرية. وروى أحد الحراس لاحقا أن سائق الشاحنة "نظر إليه وابتسم" قبل لحظات من الانفجار.
أسوأ يوم في تاريخ مشاة البحرية الأمريكية:
وصفت صحيفة "Military" المتخصصة في الشؤون العسكرية التفجير بأنه "أسوأ يوم لمشاة البحرية منذ معركة إيو جيما" خلال الحرب العالمية الثانية (19–26 مارس 1945). وقدّر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كمية المتفجرات المستخدمة بنحو 9525 كغم.
وبعد دقائق من تفجير مقر القوات الأمريكية، استهدف هجوم انتحاري مماثل مقر القوات الفرنسية في منطقة الرملة البيضاء ببيروت، ما أدى إلى مقتل 58 جنديا فرنسيا.
وقبل هذه العمليات، كانت شاحنة صغيرة من طراز "شيفروليه" قد انفجرت في مقر السفارة الأمريكية في بيروت يوم 18 أبريل 1983، ما أودى بحياة 63 شخصا، بينهم 17 أمريكيا، من ضمنهم عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية.
ردود الفعل الأمريكية والفرنسية
عقب تفجير المقرين، ردّت فرنسا في أكتوبر 1983 بإطلاق عدة صواريخ على مواقع قيل إنها تابعة للحرس الثوري الإيراني في سهل البقاع.
أما الولايات المتحدة، فأرسلت المدمرة "نيوجرسي" إلى شواطئ بيروت في سبتمبر من العام نفسه، وانتظرت حتى 14 ديسمبر، حيث أطلقت 11 صاروخا على أهداف في ضواحي العاصمة، تلتها غارات نفذتها طائرات من حاملة الطائرات "كينيدي" على أهداف في لبنان وسوريا.
وفي نهاية العام، قصفت المدمرة "نيوجرسي" سهل البقاع بـ300 قذيفة خلال تسع ساعات متواصلة، قبل أن تهدأ الأوضاع تدريجيا، وتبدأ واشنطن سحب قواتها من لبنان في فبراير 1984.
من جهته، استذكر الموفد الأمريكي توم برّاك، الذكرى الثانية والأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحرية الأمريكية في بيروت، حيث كتب عبر حسابه على منصة "إكس": "في 23 أكتوبر 1983، قُتل 241 من مشاة البحرية والبحارة والجنود الأمريكيين، و 58 من الأفراد العسكريين الفرنسيين، و ستة مدنيين لبنانيين عندما دمر انتحاري ثكنة المارينز في بيروت - ليصبح أحد أكثر الهجمات دموية ضد الأمريكيين في الخارج. نحن نخلّد ذكراهم بتذكر الدرس المستفاد: يجب على لبنان أن يحل انقساماته الخاصة ويستعيد سيادته. لا يمكن لأمريكا أن تكرر - ويجب ألا تكرر - أخطاء ذلك الماضي"، على حد وصفه.
جدير بالذكر أن عملية تفجير مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت عام 1983 لم تتبنَّها جهة رسمية آنذاك بشكل علني مباشر، لكن التحقيقات والاستخبارات الأمريكية والفرنسية وجهت الاتهام إلى مجموعة تُسمى "الجهاد الإسلامي" في لبنان، وهي مجموعة غامضة كان يُعتقد على نطاق واسع أنها واجهة لـ "حزب الله" الذي كان في طور التشكّل حينها، ومرتبطة بـ الحرس الثوري الإيراني.
المصدر: RT