الجنوب وزيارة الرئيس الزُبيدي لروسيا.. استثمار واعد ومسار للتنمية المستدامة

الخميس - 23 أكتوبر 2025 - الساعة 06:13 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات


تمثل زيارة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى روسيا محطة محورية تعكس انتقال الجنوب إلى مرحلة جديدة من الحضور الاقتصادي والسياسي على الساحة الدولية.
فهذه الزيارة لا تقتصر على بعدها السياسي، بل تمتد لتفتح آفاقًا واسعة أمام الشراكات الاستثمارية في مجالات الطاقة والموارد الطبيعية والتنمية المستدامة في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب كافة.
يتميز الجنوب بموارد طبيعية متنوعة تمثل قاعدة صلبة لاقتصاد واعد، بدءًا من الثروات النفطية والغازية في شبوة وحضرموت، مرورًا بالثروة السمكية الغنية على سواحل بحر العرب وخليج عدن، ووصولًا إلى المعادن والجبس والحجر الجيري القابل للتصنيع والتصدير.
هذه الموارد، إلى جانب الموقع الجغرافي الاستراتيجي المطل على أهم الممرات البحرية الدولية، تجعل الجنوب مركز جذب طبيعي للاستثمارات العالمية الباحثة عن الاستقرار والمردود الآمن.
العاصمة عدن، بما تمتلكه من موانئ طبيعية ومناخ استثماري متطور، تتصدر خطط التنمية المستدامة التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، الهادفة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية، وتوسيع شبكة الخدمات، وتفعيل المناطق الصناعية، وإرساء بيئة تشريعية واقتصادية مشجعة للاستثمار المحلي والدولي.
وبدأت هذه الرؤية تتبلور فعليًا في مشاريع تطوير الميناء والمطار وإعادة تنشيط الحركة التجارية والخدمية بما يتواكب مع احتياجات المرحلة الجديدة.
وتسعى القيادة الجنوبية إلى بناء شراكات اقتصادية قائمة على مبدأ المنفعة المتبادلة، حيث يمثل التعاون مع روسيا نموذجًا في تنويع الشركاء الاقتصاديين ونقل الخبرات والتقنيات الحديثة إلى القطاعات الإنتاجية والخدمية في الجنوب.
كما يشكل الانفتاح على القوى الدولية تأكيدًا لثقة المجتمع الدولي في استقرار الجنوب وقدرته على حماية مصالح الشركاء والمستثمرين.
الاستثمارات في الجنوب لا تعني فقط استغلال الموارد، بل تعني أيضًا الاستثمار في الإنسان والتنمية الشاملة، بما يضمن خلق فرص عمل مستدامة وتحقيق توازن اقتصادي ينعكس إيجابًا على المجتمع.
ومع توافر الأمن والاستقرار السياسي، تتعزز صورة الجنوب كوجهة آمنة وجاذبة للاستثمار، تمتلك مقومات النجاح وموقعًا استراتيجيًا يؤهلها لتكون مركزًا اقتصاديًا إقليميًا متقدمًا.
بهذا المسار الطموح، يخط الجنوب طريقه بثقة نحو المستقبل، مؤكدًا أن التنمية المستدامة ليست شعارًا، بل خيارًا استراتيجيًا يعكس إرادة حقيقية لبناء دولة قوية قادرة على استثمار ثرواتها بما يخدم شعبها وشركاءها على حد سواء.

رأي المشهد العربي

متعلقات