تحليل: المفيد عن تصريحات الزبيدي لقناة الحرة

الخميس - 09 أكتوبر 2025 - الساعة 10:37 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن سيتي _متابعات

المفيد عن تصريحات الزبيدي لقناة الحرة
ثابت حسين صالح*
حظيت تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الفريق عيدروس الزُبيدي لقناة الحرة الأمريكية...باهتمام واسع وغير مسبوق.
وتوزعت ردود الأفعال بين الارتياح والانفعال.
تناولت التصريحات جملة من القضايا المحلية والخارجية، وافصحت عن مواقف ووجهات نظر المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه الزبيدي تجاه طيف واسع من الأسئلة الملحة.
لكن البعض تعمد إثارة جزئية واحدة فقط هي المتصلة ببعض مناطق تعز ومأرب.
وحتى هذه الجزئية جرى تحريف كلام الزبيدي وممارسة التدليس وخاصة من قبل وسائل إعلام وكتاب الحوثيين والإخونج وبعض الخبثاء أو السذج.
فبينما اشار الزبيدي إلى أن بعض هذه المناطق عبرت عن رغبتها في الانضمام إلى دولة الجنوب المنشودة...أصر هؤلاء الكتاب، منهم الخبثاء ومنهم المناكفون، على ان الزبيدي أعلن أنه "سيضم محافظات تعز ومارب إلى الجنوب"، وهذا غير صحيح بالمطلق ويتنافى حتى مع الأمانة الصحفية.
وعلى أي حال فإن تصريحات الزبيدي في هذه الجزئية لمن يريد أن يفهمها، تندرج في إطار التوظيف السياسي الفطن للتعامل مع دائرة صراع اليوم وما عانته هذه المناطق سابقاً ولاحقا من الأستبداد والذل والهوان على ايدي الإمامة الزيدية المتعاقبة وقبائلها المتفيدة والمتجبرة، وما تعانيه الان من جماعة الفساد والإرهاب الإخوانية وبقايا النظام السابق.
ثانياً :هذا التصريح يحمل رسالة توضيحية للخارج وللداخل معا عن حقيقة الواقع الميداني الذي يختلف كليا عما يصوره إعلام سلطة الشرعية.
هذه الحقيقة التي تكمن في ان ما تسمى "المناطق المحررة" هي الجنوب فقط وعدد محدود من مديريات محافظتي تعز ومارب.
وهذه المناطق هي المقصودة بالتصريح...أما بقية المحافظات والمديريات فإنها كانت وما زالت تحت سيطرة جماعة الحوثيين الموالية لإيران منذ بداية الحرب عام 2015.
وبصريح العبارة ان الجناح الشمالي في الشرعية في الوقت يدعي أنه يمثل اليمن "شرعيا" فشل في تحرير أي محافظة شمالية، أو تقديم الخدمات للمحافظات المحررة، وبالتالي فإن استعادة دولة الجنوب ومعها المديريات المحررة من الشمال - حسب رغبتها- هو حق مستحق ينبغي على المجتمع الدولي دعمه بدلا من الانتظار لعشر سنوات أخرى من المعاناة الإنسانية.
ثالثا: وهو المهم أن تلك المناطق الشمالية معرضه لهجوم الحوثي لإعادتها تحت سيطرته!
وبالتالي فإن انضمامها لدولة الجنوب سيينقذها من جبروت الحوثي وإرهاب الجماعات المتطرفة...وقد يشجع بقية المديريات والمحافظات على مقاومة الحوثيين والتحرر منهم.
رابعا: عدى أم تصريحات الزبيدي بهذا الخصوص تحمل رسائل سياسية ذكية للخارج، فأن هذه المديريات وفي كل الأحوال تدخل في النطاق الجيوسياسي للجنوب.
وأخيرا فإن أي قارئ حصيف ونبيه سيقرأ تصريحات الزبيدي كلها كمنظومة متكاملة ومترابطة، لا تقبل التجزئة أو الانتقائية...وإن العنوان العريض هو استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري