جينات دييجو مارادونا نادرة..لا يمكن استنساخها..

الخميس - 09 أكتوبر 2025 - الساعة 09:40 م بتوقيت العاصمة عدن

عدن "عدن سيتي" محمد العولقي


كأس العالم بالمكسيك كانت بطولته..أعظم أداء فردي في تاريخ بطولات كأس العالم..لامس بعبقريته معجزات حقيقية..أنعموا عليه في ذلك المونديال بكل الألقاب..نابغة كرة القدم..ساحرها الكبير..ملك الشمس..وهو لقب كان يختص به ملوك حضارة أزيتيك..كرة القدم لعبة جماعية..لكن مارادونا كان الاستثناء الذي كسر كل قواعد المنطق..فقد أثبت أن كرة القدم لعبة فرد واحد يصنع منها قبعة سحرية تخرج منها كل أصناف السحر الحلال..
في مونديال إيطاليا 1990 لم يكن مارادونا في أحسن الظروف..جاء مصابا..كان يلعب تحت تأثير الإبر..لكنه وقت الشدة عاد بومضة خالدة ليؤكد أنه لاعب من كوكب آخر لا ينتمي لكوكب الأرض..
في ثمن النهائي أمام البرازيل.. الأرجنتين كانت مهلهلة جدا..كرات برازيلية تنهال على العارضة وعلى القائمين..كان مارادونا يحاول لملمة شتات المنتخب..كان يعلم تماما أن الكلمة الأخيرة له..
قبل تسع دقائق من نهاية المباراة..فجر دييجو مارادونا شيئا من ينبوع عبقريته الفذة.. انطلق بالكرة من مسافة طويلة.. بدأ وكأنه يداهم خطوط البرازيل كلها..تخلص من كل رادارات الوسط بسرعة انسيابية فائقة..ثم عرج على ضيعات الدفاع..انسل كما ينسل الماء من بين الأصابع..وعندما صنع البرازيليون حوله كماشة كهرومغناطيسية..مرر الكرة نحو كلاوديو كانيغيا بدقة من يدخل الخيط في سم الإبرة..
فغر اللاعبون أفواههم في دهشة..كيف فعلها..كيف أنبأه إحساسه بتموضع كانيغيا..كيف حاصر طيف اللحظة وكأنه برق خاطف يومض قبل أن يرتد إليك طرفك..؟
كانيغيا وجد نفسه وجها لوجه أمام تافاريل حارس البرازيل..راوغه بمهارة..ثم غرس خنجرا معقوفا في خاصرة مرمى البرازيل..
مارادونا حتى لو لعب بنصف رجل..أو استند على عكاز لا يتوقف سحره.. نابغة كرة القدم الذي لا يمكن استنساخ عبقريته الكروية..؟

محمد العولقي

متعلقات